تجذر الإشارة بادئ الأمر إلى ارتباط أشعار باهبي، "بحراطين" واحة فركلة وغريس وتودغى ..، وهذا الشكل التعبيري الغنائي وسيلة تعكس نمط حياة الانسان الواحي عموما و"الحرطاني" على وجه الخصوص، ويصبح هذا الشكل من بين أهم المداخيل اللازم اعتمادها لسبر أغوار الزمن الخالي الذي عاشت في ظله المجموعات الاثنية تحت وطأة العصبية والتخلف الثقافي والاجتماعي، وكما هو معلوم فثقافة المجتمعات الواحية بفركلة لم تعرف الكتابة والتدوين، فهي شفهية تصرفا وتوجها، وقد حكم هذا التوجه فأعلن ضبابية الماضي المحلي الذي أضحى مبهما غير واضح، ولا يجد المتفحص أمامه إلا مجموعة من الانتاجات الأدبية والثقافية ليكشف النقاب قليلا عن صورة الماضي المبهم، ويعتبر باهبي وسيلة خصبة وسانحة لذلك.وفي هذا المقال سأحاول عرض نماذج متنوعة مع شرح مضمونها في إطار مشروع جمع شتات الانتاج الثقافي المحلي وإحيائه، والذي تبنيناه (...) في هذا الصدد، لهدف اجتماعي يروم التعريف بثقافة مهضومة الحقوق غير معروفة للعيان حتى الآن. وسنحاول أن نكتشف هنا نموذجا من القيم التي يزخر بها تراث باهبي كقيم ؛ العفة والحب والتضامن... العفــة: a...