التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المتخيل والمقدس





يقال عن المغرب بأنه بلاد المائة ألف ولي، فالإيمان بالأولياء والصلحاء حجر الأساس في التكوين السيكو ثقافي المغربي، ّآلم يقل عبد الغني منديب بان منطقة الغرب تضم لوحدها أزيد من ألفي ضريح ؟ ثم ألم يطرح بول باسكون من قبله سؤالا محيرا يتساءل فيه عن أسباب استمرارية طقوس وتقاليد قديمة، على الرغم من موجة "التحديث" التي مست بنية المجتمع المغربي؟ ما دور المتخيل الشعبي في استمرارية هذه الطقوس يا ترى؟ ثم كيف يتفاعل الرمزي والمتخيل ليبلورا معا تصورات قاعدية تشكل قطب رحى وهابيتوس المجتمع المغربي؟

تلكم إذا هي الإشكالية التي ستقود هذا المقال والذي نتمنى أن نقدم فيه تحليلات عميقة قادرة على سبر أغوار ثقافة المجتمع المغربي التي لا تزال مؤمنة بالدور السحري للضريح، وبالقدرات الخارقة للأولياء الصالحين، اعتمادا على مجموعة من المراجع الأساسية في هذا الصدد ككتاب،’’الاسلام في المغربي’’ لديل اكلمان، والطقوس والتقاليد بالمغرب لبول باسكون ثم على مجموعة من المقالات العلمية الهامة في هذا الصدد خصوصا مقال لزهير الخالدي، الذي قدم فيه قراءة لكتاب جيلبير دوران "المتخيل والرمزي" فضلا عن قراءة أخرى لكاسترو ياديس اليوناني.
تصور ديل إكلمان للإسلام في المغرب:
في كتابه الاسلام في المغرب يربط ديل إكلمان بين معتقدات الصلحاء والبنية الاجتماعية في المغرب ولهذه المعتقدات علاقة بالتاريخ السحيق للمجتمع المغربي، لهذا ما فتئ يدعوا إلى دراسة الواقع الاجتماعي من منظور يؤلف بين التاريخ وعلم الاجتماع، هذا وقد اعتمد على منهج فيبر في ابراز التفاعل القائم بين المنظومات الثقافية والمعتقدات الدينية. ربما هذا ما نحاه كليفورد غيرتس من خلال قيامه بدراسة مقارنة للإسلام في أندونيسيا والمغرب، والذي خلص إلا أن الاختلاف ناتج عن تفاعل المعتقدات الدينية مع المنظومة الثقافية لكل منهما، لهذا فأنصار المدرسة الأمريكية التأويلية يعتقدون استحالة دراسة المعتقدات الدينية بكيفية منفصلة عن الواقع الاجتماعي.
ارتكزالبحث الذي قام به اكلمان على مدينة أبي الجعد والقبائل المحيطة بها، نظرا لوجود الزاوية الشرقاوية هناك وهيمنتها على المنطقة،  والتي تأسست على يد سيدي محمد الشرقي، وينظر المخيال الإجتماعي للمنطقة باعتبار الأولياء يمتلكون قوة سحرية، وذلك لكونهم يمتلكون درجة خاصة عند الله، وما الولي الصالح إلا وسيط بين البشر والله، وهذا ما تجسده الأشكال المعمارية لمختلف الأضرحة التي تنتهي عادة بقبة هرمية أو دائرية هي احالة الى السماء في مقابل القاعدة التي هي تجسيد للعالم الأرضي.
إن انتشار الزوايا والأضرحة في المغرب حسب اكلمان لدليل على الايمان القوي للناس بقدراتهم الخارقة، فالزاوية الشرقاوية مثلا يقصدها كل سنة؛ عشرات الآلاف من الزوار على امتداد السنة، خاصة عندما ينعقد الموسم السنوي الذي يقام للولي الصالح سيدي محمد الشرقي في أواخر شهر شتنبر وبداية شهر أكتوبر من كل سنة. وقد طرح ديل اكلمان سؤالا كالتالي:
بأي معنى من المعاني يمكن اعتبار هذه المجتمعات جزءا من الاسلام ؟[1]
انطلق من افتراض أن العلاقة بين البشر والاله المنسوبة للصلحاء، تتعارض كليا مع ما يعتبره غالبية العلماء والمثقفين المسلمين جوهر المعتقدات الاسلامية وطقوسها المنصوص عليها في الكتاب والسنة.
وقد قام برصد الاختلافات القائمة بين العلماء الاسلاميون وبين المسلمين الآخرين الذين يحافظون على علاقاتهم مع الزوايا والصلحاء وأحفادهم. فمعتقدات الصلحاء بالنسبة لاتباع الزوايا هي الطريقة الصحيحة وبصورة قوية لإدراك العلاقات ما بين الاله والبشر، في حين أن وجود فضاء مفتوح وغياب الوسيط هو ما يميز العلاقة بين الإنسان والله، ويرجع هؤلاء الاعتقاد في الزوايا الى الجهل بحقيقة الاسلام، ويعتبر اكلمان أن الاستمرارية في الاعتقاد في الزوايا والأضرحة، دليل على مدى قوة الايمان بالصلحاء والزوايا في متخيل الانسان المغربي.
لعل خلفيات تعايش تصورين متناقضين للإسلام راجع إلى عوامل تاريخية، فقد وصلت الدعوة الاسلامية الى المغرب مع الحملة التي قام بها عقبة بن نافع الفهري سنة 699م، لكن هذا الاسلام ظل خافتا لدى القبائل البربرية التي لم تعتنق الاسلام مبكرا وبسهولة، نظرا لاختلاف اللغة والثقافة.
من أوائل الدول العربية التي ظهرت بالمغرب دولة الأدارسة وقد أسسها ادريس الأول، احتفل به البرابرة الذين سلموا صحة انتسابه الى أل البيت، فكان ذلك بداية نشر الاسلام بصورة محكمة على القبائل، فإذا كان المؤرخون الكولونياليون يصفون المدن المغربية بأنها جزر غريبة وسط بحر من القبائل، فإن ايكلمان يعتبر أن الواقع عكس ذلك، فقد كانت هناك تبعية اقتصادية وعلاقات متبادلة بين المدن والقبائل، ولم تتسع الهوة بين المدينة والمناطق المحيطة بها إلا بعد اقامة نظام الحماية في المغرب وبعدها. بل كان التداخل بين المدن والمناطق القبلية ملحوظا أكثر خاصة، في الفترة الممتدة بين 1054م 1454م وهي الفترة التي عرفت عند بعض المؤرخين ’’ بالعصر الذهبي للإسلام في بلاد البربر’’ وتشكل المغرب فيها كأمة، حيث تم تعزيز الاسلام واتخذته القبائل البربرية رمزا للهوية المغربية.
ويعتقد الكولونياليون بان للإسلام تأثير سلبي على مجتمعات شمال افريقيا، فالفكر الاسلامي قد قيد العقول ومنعها من أن تكون قابلة للتبدل والتغير والتحول، وقد كتب اثنوغرافي فرنسي حول تطور الاسلام يقول" إن الاسلام يتطور ببطء شديد أبطأ مما هو مألوف في الديانات الأخرى، وإن قياس الزمن بالنسبة لتطور الاسلام يجب ألا يحسب بالسنوات بل بالقرون’’.
ويرى بيل ألفريد بأن الاسلام قد عرف تراجعا، وقدم تنازلات في شعائر أساسية ليساير المعتقدات المحلية، وينطلق بيل من فرضية أن الاسلام لما أدخل إلى شمال افريقيا كان مطبقا فقط على النخبة المدينية، ولم يحاولوا نقل معرفتهم الى البوادي.(الاسلام في المغرب).
إن المتخيل الشعبي المغربي لا يزال يقدس الأولياء والأضرحة، فهي جزء لا يتجزأ من نسيجهم النفسي- الثقافي، فالمجتمع الشفهي القبلي يعاني من القدرة على التجريد حسب ألفريد بيل -خصوصا البربر- ما جعل قدسية الأضرحة منافسا للإسلام المديني.
ولعل بول باسكون قد أكد بان المتخيل الشعبي المغربي لا يزال يقدس الأضرحة والزوايا، فقد تساءل عن اسباب استمرارية جملة من الطقوس من هذا القبيل، على الرغم من موجة التحديث التي مست المجتمع المغربي، هذا السؤال أعاد طرحه عبد الغني منديب الذي حاول توضيح مختلف الوظائف التي يقوم بها الضريح، والتي منحته الاستمرارية في القرن الواحد والعشرين فكان الرجل أن ميز بين الوظائف الإستشفائية وأعطى نمادج لهذه الأضرحة:
 مولاي بوشعيب الرداد؛ حلال حزام العاقرات ويختص بعلاج العقم.
ربط العهود والمواثيق كمولاي عبد الله امغار الذي يختص بهذه الوظيفة، ويقال عنه ايضا شتات المخاخ..
وظيفة الاستخارة والتظلم والتخلص من سوء الطالع، سيدي اسماعيل مول الزاوية الذي يشفي من داء التابعة..
كما ان هناك وظائف السياحة الدينية، تقوم بها مجموعة من الاضرحة.. وهذ ان دل على شيء فإنما يدل على قوة التطبيع الاجتماعي التي شكلت النسيج الذهني ومتخيل الانسان المغربي.
المتخيل والايديولوجيا واليوتوبيا
المتخيل مفهوم اشكالي صعب تحديده دلاليا نظرا لكثرة استعمالاته في حياتنا اليومية، ورغم أهمية هذا الجانب تبقى مسألة تحديد ماهية المفهوم ضرورة منهجية في اي عمل كيفما كان نوعه، اعتمادا على أبحاث أهل الاختصاص الذين أفنوا حياتهم في البحث والتنقيب عن دلالاته، ولعل جيلبير دوران وكاستروياديس اثنين من أولئك، فالأول تأثر بباشلار الذي يرى في المتخيل مقابلا لكل ما هو واقعي، ويرى "دوران" بأنه لا يمكن دراسة المتخيل إلا في أبعاده الأكثر بروزا كالأسطورة على سبيل المثال، والتي اعتبرها أحد أكثر مظاهر المتخيل بروزا وجلاء، وحيث أن المتخيل موجود في كل مكان وزمان، والانسان والمجتمع لا يستطيعان العيش بدون متخيل فإن الأسطورة عالم من عوالم المتخيل، الذي يتجلى إلى جانب ذلك في الطقوس والأعراف والممارسات الاجتماعية، ونظرا لهذه الأهمية البالغة والقيمية التي يحتلها المفهوم، فقد بات ضروريا في كل فهم تفسيري للثقافة. وقد انتقد جيلبير دوران بذلك كل العلوم الاجتماعية التي ألغت دوره في الفهم والتفسير بما في ذلك الأنتروبولوجيا الثقافية التي تأثرت إلى حد بعيد بالموضوعية التي نادت بها الوضعية، والتي نادت بضرورة دراسة الظواهر "كأشياء" كما دعا إلى ذلك اميل دوركايهم، فالوضعية التي استمدت أسسها من علوم الطبيعة، نتيجة هيامها بالفلسفة النيوتونية والبيولوجية التطورية الداروينية بخاصة، جعلها تعتبر المتخيل جزءا لا يتجزأ من الأنطولوجيا المرتبطة بنظرية الكهف التي تربط وجود الحقيقة بالعالم المثالي.
والواقع أن الأسطورة حسب دوران والتي عرفها في كتابه " الأنثروبولوجيا ، رموزها وانساقها " [2]واعتبرها صورة ذهنية ينتجها الخيال البشري إما خوفا أو املا، هروبا أو إقداما، قنوطا أو رجاء،  تشكل التجليات الأساسية للرمزي والمتخيل، وبالتالي فسبر أغوار هذه الأساطير هو سبر لأغوار المتخيل.
إن الخيال والبناء الذهني للواقع سمة إنسانية بمتياز، ويتجسد هذا البناء كما أسلفنا الذكر في الطقوس والممارسات الاجتماعية، وهناك نوع آخر من هذا البناء الذهني التجريدي للواقع يتسم بأنه هروب إلى الأمام، من خلال رسم صورة لمجتمع المستقبل الذي يختلف تمام الاختلاف مع الواقع الاجتماعي المشؤوم، هذا النموذج من المتخيل هو ما أطلق عليه كاسترو ياديس بالمتخيل الراديكالي، وهو مفهوم انتقد من خلاله التحليل الماركسي ذي الطابع اليوتوبي الحالم، الذي ماتت حسب بعض الدارسين باندثار واندحار وسقوط الاتحاد السوفياتي بعد فترة الحرب الباردة، وينطلق التحليل الماركسي في هذا الصدد من البشر ككائنات منتجة، وفي نشاطهم الواقعي المادي ينتجون تصوراتهم وتمثلاتهم وكذا مخيالهم وهي انعكاسات وأصداء ايديولوجية تنتمي الى البنية الفوقية.
وقد اعتبر مانهايم حسب نور الدين الزاهي، بأن الايديولوجيا واليوتوبيا مرتبطان بالوعي الخاطئ، كما أنهما كليهما متعاليان عن الكائن الاجتماعي.
فالايديولوجيا متجهة نحو الماضي وهدفها الحفاظ على الوضع الاجتماعي، في حين أن اليوتوبيا مشرئبة نحو المستقبل وهي عامل ثوري. غير أن كارل مانهايم وحسب ج.غابيل تغافل الالتباس الكبير لمفهوم اليوتوبيا الذي يعني أحيانا سلوكا فرديا فصاميا وفرارا إلى أحلام عقيمة ( نور الدين الزاهي نفس المرجع).
لقد انتقد كاسترو ياديس التصور الماركسي للمجتمع فهذا الأخير بقدر ما تسوده علاقات القوة المبنية على أنماط إدارة وتوجيه المصالح الاقتصادية، تسوده وبنفس القوة علاقات المعنى. ويأتي بيار أنصار ليؤكد أن سؤال علاقات المعنى وكذا سؤال الشرعية المرتبطة به شكل النواة الاساسية لتيار كبير وجديد داخل مجال العلوم الاجتماعية، موضوعه هو البحث في الممارسات الرمزية، فألان تورين وبييير بورديو من أعمدة من بحثوا في المجتمع عبر الكشف عن الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة بشكل عام، والممارسات الرمزية والتخيلية بشكل خاص في بلورة وتشكيل أنماط الصراع والدينامية داخل المجتمعات الحديثة والمعاصرة وليس فقط العتيقة، فالعلاقات الاجتماعية تحلل بجهاز مفاهيمي جديد كالرأسمال الرمزي، حقل الانتاج الرمزي، حظوة رمزية، مصالح رمزية، عنف رمزي، هابيتوس...فهذه المفاهيم تؤكد ان جوهر الصراع الاجتماعي ليست فقط اقتصادية محضة مثلما أن انتاجات الأفراد للطقوس والشعائر لا تنم عن وعي موسوم بالظلال والخطأ والانحراف بل إن الأمر يتعلق بالإنتاجات الرمزية الحاضرة بقوة في صلب هاته الصراعات.
إن الايديولوجيا تنزع نحو تحويل ممارسات الأفراد الاجتماعية الى ممارسات شرعية في وجه جماعات أو طبقات أخرى. فالصراع الايديولوجي مواجهات واقعية لأجل ترسيخ الشرعية وليست انحرافا بالصراع الاجتماعي نحو مناطق موهومة أو ضالة.
فالمجتمع يبني ويطور ذاته ليس فقط بقوى الانتاج الاقتصادي والتقسيم التقني للعمل بل إنها تعبير الفاعلين الاجتماعيين عن الفعل التاريخي ذاته لمقدرة الفعل على الذات، وهنا ابراز لمقدرة المجتمع الذاتية على الفعل وعلى انتاج آليات اشتغاله  حسب ألان تورين.
خلاصة محورية:
يصعب حقا حصر مجالات اشتغال المتخيل.فكل ثقافة تعطي للأشياء معنى وهذا المعنى يختلف من جغرافية إلى أخرى، كما أن كل طقس اجتماعي يحمل في جوهره دلالات وهذا ما حاول جيلبير دوران في كتابه الخيال الرمزي وفي كتابه الأنثروبولوجيا أنساقها ورموزها.
إن الانسان حيوان يصنع الرموز والمفاهيم وينشد المعاني، والثقافة تمنح الحياة لهذه المعاني وتمنحها الدلالة وقد ربط ديل إكلمان، بين معتقدات الصلحاء والزوايا والبنية الاجتماعية في المغرب ودعا إلى ضرورة دراسة الواقع الاجتماعي من منظور يؤلف بين التاريخ وعلم الاجتماع  فالواقع الاجتماعي حقل للرموز والمعاني والدلالات ولا يمكن سبر أغوارها إلا بالفهم والتأويل وهي القاعدة الأساسية التي انبنت عليها المدرسة الأمريكية التأويلة.


[1]  ديل إكلمان، الاسلام في المغرب، ترجمة محمد أعفيف، ص 22
[2] جيلبير دوران، الأنثروبولوجيا أنساقها رمورزها أساطيرها، ترجمة مصباح الصمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل