التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شمس الحقيقة


عندما تحصل على زوجة صالحة، يمكنك أن تبني حياة جيدة، خصوصا عندما يكون الطرف الآخر شريكا فاعلا في المشروع الذي تتغياه، ومن الأفيذ أن يتزوج المرء زوجة "واعية". هذا الوعي قد يكون نتاج التجربة والذكاء الاجتماعي الناتج عن حسن التربية والتكوين، وقد يكون نتاج التعليم المدرسي والاحتكاك بنوع معين من كتب الفكر والمعرفة، فالوعي بالذات وبالقضية المطروحة وبشروط الحياة ومختلف أبعادها المؤثرة والحيوية أمر في بالغ الأهمية، ولن يتأتى للفرد تحقيق تطور ملحوظ في قضيته في ظل أسرة ممزقة لا تعرف رأسها من أساسها. لهذا فالحاجة إلى العناية بالمسألة العاطفية حجر الأساس لحياة آمنة، كما ان الاهتمام بالأسرة شرط ضروري لتكوين أجيال قادمة، تملك قابلية حمل الجرار والمسؤوليات الجسام.
إن الاهتمام بشكل الزوجة الخارجي دون الجوهري أمر مذموم، ويجب أن تكون معايير الاختيار مبنية على قناعات شخصية ذات بعد متين يروم تحقيق الشرط الضروري للسير على منوال النموذج المشروع، فبناء أسرة أساس بناء المجتمع، وتوفير كل الشروط الأساسية لتكوين وعي الطفل وبناء شخصه يجب أن يتم في ظل جهاز أسري متقن الصنع عالي الجودة، وحيث أن اولادنا مستقبلا هم صمامي امان مشاريعنا المستقبلية؛ فسيكون من غير المقبول تكوينهم في أجواه يسودها التخلف الاجتماعي والجهل والنزاعات، فلا بد من مناخ مفعم بالحب، والثقة والحياة، والكرامة؛ فهذا المناخ الخصب بالاضافة الى أرضية خصبة عنوانها الاحترام والتضامن كفيل بصناعة شخوص المستقبل، وجيل محب عاشق للذات محترم للآخر.
يجب أن يكون هدفنا نبيلا، فلا نريد أن نقع في العنصرية في اعقاب دفاعنا عن القضية، غير أن غربلة ونقد القيم السائدة لا يجب ان يتم بطريقة محتشمة خوافة رهابية، فالحياة إنما تعطى لصاحب المبدأ الصامد، والمبادئ كونية لا دين لها ولا عقيدة، ملؤها حب الانسان واحترام الاختلاف وتبني سياسة الوضوح، وحب الذات لا يجب أن تعقبه كراهية الآخر، مادام هذا الآخر لم يتلقى في بيئاته نفس التكوين.
إن حياتنا في هذا الوقت بالضبط أشبه بشمس الحقيقة، فهي موشكة على الظهور، ولن نقبل بأي حال أن يكون ظهورها محتشما، مادامت تمثل الحقيقة المسكوت عنها في المجتمع، لهذا فالعناية بالأسرة المستقبلية يجب أن يكون من المشاريع الأساسية التي تثير اهتمامنا لهدف نبيل يروم صناعة شخوص وأبطال المستقبل...



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل