هذا اللحن الحزين .. وهذه الكلمات التعيسة.. وهذه الوردة
الحمراء المستوية فوق صفحات كتاب حياتي!؟،
أحيت في ذاكرتي من جديد تلك اللحظات الشقية.. وأشعلت في قلبي فتيل اللهب ومرارة الحزن
والكآبة، كما أوقدت فيّ نار الماضي من جديد. دب الحزن ودبت الكآبة وأصبحت الجرة أسيرة
الماضي الخالي، أصبحت في خبر كان بعدما كانت مشرئبة بكل طاقاتها نحو مشاريع الغد؛ حتى
أنها بعدما تشربت من نهر الامل وروت من عبرات
النسيان، إلا ان الماضي الجاثم بثقله، سيظل يحاسبها على كل صغيرة وكبيرة اقترفتها..
إنه بعد ما أن تجرح القلوب وتصاب بشديد الإحباط.. وحينما تزرع
فيها عنوة تلك الوخزات الحادة؛ حينها يصبح البناء صعبا ويتحول الحب شيئا فشيئا إلى
كراهية وحقد ذفين، سرعان ما تتجلى ملامح الانقباض ويتحول الجو الصحو إلى ظلام دامس
يبعث القلق والاكتئاب، بعض الأخطاء البسيطة تغير كل شيء.. أتذكر أن كل شيء بدأ حينها
بابتسامة.. لكنه انتهى أخيرا بشك وريبة، انهار كل شيء في لمح البصر، وسقطت الأقنعة
وظهر الحق وانتصر الكبرياء في آخر المطاف، انتصرت لغة العيون عن لغة اللسان وأبانت
الأسنان البيضاء عن مكرها، وانهار العمران المغشوش الذي ما كان له أن يستمر في البناء؛ فكل شيء أصبح واضحا،
فأنا لست لها وهي ليست لي وكان هذا أهم ما يجب أن ندركه منذ البداية..
كانت هذه العَبَرات جديد الأحاسيس التي حملها إلي نسيم التأمل،
فالجرة لا زالت ترغمني العودة إلى الماضي في كل خطوة أخطوها نحو المستقبل، حتى اخذ
العبر وأستخلص الدروس، وأتفادى الوقوع في نفس الزلل. أكره الماضي لكنه وقود أقتات منه
وأغدي به نفسي في سرداب البحث عن الهدف.
تعليقات
إرسال تعليق