التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مواصفات المقاول الناجح



ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي:

1- الثقة بالنفس:

بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق.

2- الرغبة والقدرة:

ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات.
وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل العلم النافع باستمرار أساس كل نجاح.
كما نعني بالقدرة أيضا التمكن من تسيير جميع جوانب المشروع وتدبيره دون إغفال لأي عنصر من عناصره، وذلك من أجل الإحاطة الشاملة بمزاياه وعيوبه. 

3- التسيير الذاتي والمالي:

ونعني به قدرة المقاول على التحكم في نفسه من خلال تنظيم أوقات عمله وتحفيز من يشتغل معه وضبط أموره المادية بالشكل المطلوب، إذ يتوجب توفر الحكامة المالية لخدمة نمو المشروع "فالمال - كما يقول البروتستانتيون- يُوَلد المال"، وينبغي دائما التفكير في توجيه المال والاستثمار فيه لضمان نموه المتزايد، كما ينبغي معرفة "المداخل والمخارج"، والمال المستثمر والمال الذي ينتظر الدخول والذي ينتظر الخروج..وهكذا ينبغي الإلمام بكل الجوانب المالية دون إغفال لأي جانب مهما بدا بسيطا.

4- قيادة فريق العمل:

يتوجب خلق الانسجام مع فريق العمل وجعله نشطا ومنسجما في خدمة أهداف المشروع.. يُنتظر من المقاول أن يطلع على أساليب تدبير النزاعات والصراعات وسبل خلق فضاء العمل المناسب الذي يجعل الموارد البشرية تشتغل براحة وبجدية وبنشاط دؤوب. 

5- القدرة على اتخاذ القرار:

لا ينبغي التسرع في اتخاذ القرار عادة، بل ينبغي الاتصاف بالحكمة التي هي نتيجة التأني ورصانة التفكير وإشراك فريق العمل في الحوار وجعلهم يحسون بأن نجاح التنظيم جزء من نجاحهم، وفشله جزء من فشلهم، واتخاذ القرار المناسب يأتي بعد الفهم والتحليل والمناقشة والخلاصة والاستنتاج لا على التسرع .. 

6- القدرة على بناء علاقات ناجحة:

ويمكن لك بناء العلاقات الجيدة عندما تكون صادقا مع نفسك ومع الناس متصفا بالأخلاق الجيدة، مبتسما في وجه زبنائك ومصغيا إليهم، كن صاحب مبادئ ولا تجعل الربح يعميك عن إدراك معاني التصرف الأخلاقي الحكيم، بل وجه بوصلتك لتصير إنسانا صاحب كلمة ومبدأ محبا للخير وفي نفس الوقت عقلانيا في تصرفاتك.

7- كن طموحا وواقعيا:

وكما عرفت الباحثة السيكولوجية كاميليا عبد الفتاح الشخص بالطموح - كذلك المقاول عليه أن يكون طموحا - في توسيع أنشطته ومجال سوقه وزيادة أرباحه وجودة منتوجه.
كانت تلكم أهم المواصفات التي ينبغي توفرها في الشخص ليكون حاملا لمشعل النجاح. لكن لا ريب بأن ثمة جوانب أخرى تحتاج للمزيد من التوضيح وهو ما سنتطرق إليه في قادم المواضيع

من إعداد: د.سمير الساعيدي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...