التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ما السعادة ؟




عشنا ولازلنا في الأوهام، حينما خلنا السراب ماء وتوهمنا الرماد ذهبا وحينما ربطنا السعادة كلها بالمال، سقطنا ضحايا المربين الذين صوروا لنا الحياة تصويرا زائفا فسقطنا ضحايا الواهمين في مجتمع واهم.


قد يكون النموذج المثالي للحياة العصرية في تحصيل مال كثير وشهرة رفيعة ومكانة متميزة، لكن السعادة تتعارض كثيرا مع هذا النموذج المثالي الخادع.
السعادة هو ما يجعلك تشعر بالراحة في اللحظات المضطربة المتقلبة العاصفة، فأي سعادة لإنسان ذا مال وشهرة تعرض لانتكاسة في لحظة من لحظات الاضطراب، فحكمت عليه بالانقباض والمعاناة والعذاب النفسي، وأي حياة لسلطان تطارده الكوابيس في يقظته ومنامه ومفاتيح السلطة والملك بين يديه، أي حياة لمن كرس كل حياته وراء المادة ولم يدر بخلده أن المادة قد تكون مصدر العذاب الأعظم ؟؟

السعادة قبل كل شيء هي أفكار قوية ونيرة تجعل الابتسامة لا تفارق محيانا حتى في اللحظات الصعبة في الحياة، إنها بمثابة طاقة تعيينا على درء كل الصعاب وإزاحة كل العقبات، السعادة طاقة تجعلنا نطير فرحا وسرورا حتى وإن كنا نتعرض لانتكاسة اقتصادية أو اجتماعية. إنها ما يجعلنا نصير ما نحن عليه من النشاط والفرح والسرور جراء قدرتنا القوية على التحكم في عواطفنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا وأهوائنا..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...