عشنا ولازلنا في الأوهام، حينما خلنا السراب ماء وتوهمنا الرماد ذهبا وحينما
ربطنا السعادة كلها بالمال، سقطنا ضحايا المربين الذين صوروا لنا الحياة تصويرا زائفا
فسقطنا ضحايا الواهمين في مجتمع واهم.
قد يكون النموذج المثالي للحياة العصرية في تحصيل مال كثير وشهرة رفيعة ومكانة
متميزة، لكن السعادة تتعارض كثيرا مع هذا النموذج المثالي الخادع.
السعادة هو ما يجعلك تشعر بالراحة في اللحظات المضطربة المتقلبة العاصفة، فأي
سعادة لإنسان ذا مال وشهرة تعرض لانتكاسة في
لحظة من لحظات الاضطراب، فحكمت عليه بالانقباض والمعاناة والعذاب النفسي، وأي حياة
لسلطان تطارده الكوابيس في يقظته ومنامه ومفاتيح السلطة والملك بين يديه، أي حياة لمن
كرس كل حياته وراء المادة ولم يدر بخلده أن المادة قد تكون مصدر العذاب الأعظم ؟؟
السعادة قبل كل شيء هي أفكار قوية ونيرة تجعل الابتسامة لا تفارق محيانا حتى
في اللحظات الصعبة في الحياة، إنها بمثابة طاقة تعيينا على درء كل الصعاب وإزاحة كل
العقبات، السعادة طاقة تجعلنا نطير فرحا وسرورا حتى وإن كنا نتعرض لانتكاسة اقتصادية
أو اجتماعية. إنها ما يجعلنا نصير ما نحن عليه من النشاط والفرح والسرور جراء قدرتنا
القوية على التحكم في عواطفنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا وأهوائنا..
تعليقات
إرسال تعليق