لا شك أن الظروف
الاجتماعية والاقتصادية الصعبة للشباب لاسيما في المجتمعات الإفريقية والعربية
تؤثر على أفكارهم وتفسد لذة حياتهم وتجعل امانيهم أو بالأحرى حقهم في العيش الكريم
يتبخر، لكن، ما دمت إنسانا وتمتلك العقل والإرادة
فإنت قادر إلى حد ما أن تصنع
حياتك؛ سعيدة أو شقية خصبة أو مجذبة عسيرة أو رغدة، وأنا هنا لن أهديك الوهم في
فضاء كثر فيه الموهمين لأنني لا أحب التحفيز الخادع والأماني الواهية، لكنني بمثابة
المرشد إلى الطريق العملية المنتجة باعتبارها أسّ تحقيق النتائج الإيجابية في
الحياة.
إن العمل الملحاح والرغبة الكبيرة واتباع
التفكير الإيجابي السليم بإمكانه أن يحقق نجاحات كبيرة في الحياة. لكن التفكير
السلبي يقتل الأمل في النفس ويخمد الحيوية في الجسد ويجعل المرء أسير الانكفاف على
الذات شريد الذهن ساخطا على الأوضاع العامة والخاصة. إن السخط أمر عادي لكن لا يجب
أن يوقعنا أسرى السلبية في التفكير فنترك حياتنا صدئة وتعيسة ومهترئة.
خطط لأنك عاقل،
ونفذ لأنك إنسان، وراجع مشروعك وفكر في سبل تطويره، اطلع على الكتب والمحاضرات
المفيدة وكن مؤمنا متفائلا آملا الخير في غذك..وتوكل على الله واجعله رفيقك في
سردابك وفي كل خطواتك.
كن متفائلا حتى
ولو كنت في زنزانة من حديد، وابتسم للحياة رغم قسوتها واحيي الأمل في روحك وابعث
القوة في أوصالك، ولا تتعلل بتاتا بالظروف الصعبة والواقع المؤلم فجميعنا ضحاياه.
لكن، كن مؤمنا بأن العمل الجاد هو السبيل الأوحد لتخرج نفسك وتحررها من آهات الفقر
والبطالة و"سوء الطالع"، وإياك ان تعتقد بأن الدعاء وحده سيخرجك من
معاناتك، فالله خلقنا ومنحنا نعمة العقل لنستخدمه في الحياة، وخلق لنا جسدا لندبر
به أمورنا، فانطلق من مرحلة توهيم الذات إلى اختبار الواقع ومن ثمّ انتظر التوفيق
الإلهي.
تحرر من قيود
السلبية التي شيّدت ذهنك أو حجزتك أسيرا بين جذران العوالم الزرقاء مضيّعا الوقت
الثمين بلا طائل، وتحرر من أزمة التسويف والتأجيل وتوكل على الله وعلى نفسك وانطلق
من مرحلة التفكير إلى مرحلة التنفيذ لأن كل شيء في الحياة يتوقف على الفعل
والممارسة لا على التنظير والقيل والقال.
فكر في المشروع
الذي يوازي مؤهلاتك وادرسه بعناية وتركيز وفكر باستمرار في سبل تطويره. واعلم أن
الحياة أقصر من أن نهدرها.
إبدأ على بركة
الله
تعليقات
إرسال تعليق