الإنسان
إن ما يجب معرفته أولا وقبل كل شيء هو أن
الانسان متقلب ومــرّاء، لا يستقر على هيأة واحدة، فتارة يكون جامدا كجماد ثلوج المحيط،
فتخاله صخرة جرانيت يمكن الوثوق في قوة صلابتها، لكن ما أن تطل شمس الحقيقة حتى تحوله
إلى كتلة منصهرة وذائبة، وتارة أخرى يكون مرنا كمرونة المياه متراميا في كل اتجاه، منسابا في كل قناة ، بيد أن تغيرات الظروف
قد تحول مرونته إلى بخــار؛ فيطير معلنا تمرده لمبدأ "المرونة"..، وقد يكون
الانسان علاوة عن المثالين السالفين؛ كغاز قابل للاشتعال سرعان ما تصيبه صغير الحوادث
بموجه حر مرعبة فتحوّله إلى نار حارقة يجتاح بها دفء من حوله؛ الأصدقاء، الخِلان، وحتى
الأطفال الصغار.
هكذا نصبح أمام كائن غامض لا يؤتمن جانبه، فتارة يكون مرنا، وتارة أخرى
يكون جامدا وقد يكون في أحايين أخرى "حارقا" يجتاح بغضبه العدو والحبيب، القريب والعبيد.
كل إنسان – كيفما كان- تَشَـرّب من هذه الصفات قدحا، فالخيرون ممثلون
يغلب على طبعهم تقمص أدوار الخير، والأشرار يخفون في سراياهم بعض الخير.
تعليقات
إرسال تعليق