موجوعة مايكل
"على
لسان موجوعة أصابها الحب في مقتل"
"العين
مرآة لا تعكس إلا السراب، وبكاء القلوب أكثر صفاء من ثلوج المحيط، فابك يا قلبا موجوعا، فلا دواء لك إلا الدموع."
أحبَبْتَنِي
في البداية.. أخبرتني مرارا وتكرارا برغبتك بالاقتران والاقتراب مني، كنت تتبعني أينما
ذهبت، جعلتني أفكر في رسائلك طوال الوقت، كنْتَ متحمسا لمواعدتي، ومستعدا لتهب لي قلبك
المثقل بعاطفة جياشة وقتها، فما الذي تغير الآن يا مايكل، ما الذي تغير؟
أصبحت لا تبالي بي، بالرغم
من حرصي على مبادلتك الحب بالحب، منحتك قيمة لا تضاهى، شددت أزرك ووقفت في صفك في سرائها
وضرائها، آمنت بحبك الخادع، وبكلماتك المعسولة التي لم يستطع قلبي الهاش حينها مقاومة
سحرها المتطاير؛ كنت كالثعلب تلسع التراب الذي تطأه أقدامي، كنت لاهثا ورائي ككلب ينتظر
مني شطيرة لحم، أو على الاقل التفاتة باسمة لتمنحك ولو نضا يسيرا من الأمل، لم أشأ
يا مايكل ان أكون كبش فداء لكن رغبتك الجامحة جعلتني مؤمنة أشد الايمان بانك الفارس
الذي طالما انتظرته. خلتك رجلا يحترم المرأة ويقدس الحب، ويأنف أن يصيب القلوب الطاهرة
بنبال من نار، لكنك لم تكن إلا جرثومة قدفتها إلي الأقدار البئيسة لأتلقفك وتحول
حياتي بعدها جحيما وعذابا وبؤسا،
قبل أن أتعرف عليك يا
مايكل؛ كنت أحلم بأن أكون ممثلة شهيرة تحوز الجوائز، أو نجمة رياضية تشق عنان السماء
برشاقتها، وحسنها، كنت حينها أسبح في الغيوم، ومع ذلك كنت مستعدة للعمل من اجل تحقيق
منشودي، قبل أن تظهر أنت في طريقي وتحول وجهتي إلى القاع. أصبحت الآن امرأة بلا شرف
بعد أن حطمت الصلة التي جمعتنا. أتذكر أنك قصدت والدي لطلب يدي؛ وتقمصت دورا يفوقك
بكثير، لم أعلم حينها انني سأقترن برعديد سيجعلني أرجوانة يتسلقها الوضيع والبخيس، لقد كنت الموت الذي مزقني يا جورج؛ كنت الموت الذي مزقني.
كانت ثقتي بشخصك عمياء،
ولم أفكر قط في أن علاقتنا ستنهار في ليلة الاحتفال بعيد الميلاد، منحتك كل شيء طلبته؛
قلبي..روحي.. وجسدي الذي نهشته بمخالبك كما شئت ومتى شئت، وقلت في نفسي لا بأس؛
إنه حبيبي وقديسي وليس أي شخص آخر. تأكدت فيما بعد يا مايكل؛ أني منحتك من الحب ما لا
تطيق لهذا هجرتني كما يهجر المغتصب فريسته بعد أن أشبع منها جشعه، رميتني إلى القمامة
بعد أن اغتصبت حبي. حولتني من شخص طموح إلى جثة هامدة تتلقف أيامها المعدودة بمرارة،
أتذكر أنك قلت لي عبارات ستظل أبد الدهر تقتلني، عبارات لن يستطيع قلبي تحمل آلامها
المتعالي كلما تذكرتك يا مايكل(...)لقد أصبحت يا مايكل ألما لا يطاق؛ فسحقا للذكرى الأولى
التي أبصرتك فيها عيناي.
تعليقات
إرسال تعليق