التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة الحب والكبرياء - الرعديد لا يستحق الحب أبدا

الرعديد لا يستحق الحب أبدا 


لا أثق في  العضلات فهي خداعة، غالبا ما تخفي قلبا هاشا ومرنا لا يستطيع تحمل وخزات الحب اللعين – سمير الساعدي
نعم؛ الحب، هذا الاحساس المرهف الذي تخر له النفوس راكعة قادر على كشف الضعف الذي يعتمل في الانسان، من لم يجربه لن يستطيع أبدا أن يعطي في حضرته المواعظ والحكم الثقال، فالحب تجربة فريدة قلما تتكرر في حياة الانسان، مهما توهمنا أننا قادرون على بلوغه مرة ثانية ستظل أمواج ذكرياته توقظ مشاعرنا الصادقة اتجاه  ذلك الانسان الذي سبق وأن منحناه في ما مضى قلبا صافيا خاليا من أي شك أو ريبة.
كثير منا صدمته عوالم الاحساس الجميل ذات يوم ، وكثير منا حوله الحب إلى شاعر هائم يتغنى بألم الفراق، وبتعاسة ألم أفئدة العشاق، تلك الآلام التي لا يوازيها أي ألم آخر في الوجود.
أتذكر أنه في الماضي كان هائما بحب بفتاة، كانت بسيطة، نشيطة، تفوح من عقلها الصغير أفكار عشوائية، ترقص بلا  إيقاع، وتأبى أن تسمح لنفسها باستقبال دموع الحزن والكآبة، كانت فتاته حسناء جميلة، أحبها بصدق، وبادلته نفس الاحساس واعتقدت في قرارة نفسها  أنها أحبت بطلا أسطوريا؛ فانتظرت أن يباشر ويتقدم إليها لكنه كان جبانا رعديدا لا يحرك ساكنا بسبب كبريائه المشؤوم، فحكم على نفسه بالانقباض والعزلة مخافة الظهور أمام الآخرين بان حبه لهذه الفتاة أضعفه، أو انتقص من قيمته كرجل قوي يقوده عقله في اختياراته الحياتية.

 لقد ضاع العبير أيها الجبان، ضاع حينما انتهجت هذا السبيل،  لم ترأف لحالك ولحالها، اقتنعت بالضعف ففقدت كل شيء، فقدت ابتسامتها، ورقصاتها التي لم تعرف أن غموض شخصيتك كانت ملهمها، كانت تنقل إليك باستمرار نفس الرسائل التي يضمرها قلبك التعيس، لكنك كنت فارسا بلا مشاعر؛ استسلمت منذ أول معركة شرعت في خوضها، فقدت كل شيء الآن، فقدت الحب الصادق، فقدت الاحساس بطعم الحياة بعد أن هجرتها ولم تتلفظ بكلمة "أحبك" ، وهكذا قسمت قلبك شطرين، شطر يعيش على وقع ذكريات الماضي تتقاذفه امواج الندم على ما فات، وشطر يحاول أن يدافع عن نفسه بكبرياء مجروح يعيد لنفسه الهيبة التي اعتقد أن الحب قضى عليها تماما.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل