لكي تكون مبدعا حقيقيا
عليك أن تمتلك الجرأة الفعلية في نقل كل ما يعتمل في قلبك من أحاسيس، على شكل عَبَرات
من الكلمات المتناسقة ذات مضمون وفحوى عميق، عليك أن تكون وفيا للإحساس وأن تتفادى
لغة الاصطناع فتعكس كلماتك عكس ما تحس به. كن واضحا وضوح الشمس وتأكد أن احساسك الصادق
سيحدث هزات في النفوس، وسيصل إلى كل إنسان عاش نفس التجربة وخاض غمارها.
الابداع إذا هو ترجمة
صادقة لإحساس صادق، واستثمار للمكتسبات اللغوية والجمالية في خدمة التعبير عن كنه ذلك
الاحساس، فإن كنت باكيا فينبغي ان تظهر دموعك في كلماتك، على كل قارئ أن يتحسسها ويتأثر
بها كشكل من أشكال المواساة والتفاعل العاطفي بين الكاتب والقارئ، وإن كنت ضاحكا فاترك
كلماتك تضحك أيضا، وشاركها كل من أحبب الاطلاع على ما تخطه أناملك وهو على موقف ايجابي
في ما تكتب وتخط، وإن كنت في وضع نفسي مضطرب فاجعل كلماتك مضطربة متقلبة واختر من معجمك
الخاص المصطلحات الأنسب للتعبير عن موقفك ذاك. اجعل كلماتك انسيابية، سلسلة،
ومرنة، واجعل رمزيتها دالة عن كنه الاحساس، هذا كله مضاف إليه عامل المهارة والدقة
في التعبير علاوة على حسن توظيف المكتسبات اللغوية ومهارات أخرى، فكلها تشكل ترسانة
مهمة في بناء العمران أو الابداع .
الإبداع لا يحتاج إلى
المعجزات كما يعتقد البعض، بل يحتاج فقط إلى وضوح الرؤيا وصفاء السريرة والقدرة
على ترجمة أحاسيس ومعاني كامنة إلى رموز وعمران أنيق متجلّ.
تعليقات
إرسال تعليق