التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة خواطر وتأملات - ما الإبداع ؟


لكي تكون مبدعا حقيقيا عليك أن تمتلك الجرأة الفعلية في نقل كل ما يعتمل في قلبك من أحاسيس، على شكل عَبَرات من الكلمات المتناسقة ذات مضمون وفحوى عميق، عليك أن تكون وفيا للإحساس وأن تتفادى لغة الاصطناع فتعكس كلماتك عكس ما تحس به. كن واضحا وضوح الشمس وتأكد أن احساسك الصادق سيحدث هزات في النفوس، وسيصل إلى كل إنسان عاش نفس التجربة وخاض غمارها.
الابداع إذا هو ترجمة صادقة لإحساس صادق، واستثمار للمكتسبات اللغوية والجمالية في خدمة التعبير عن كنه ذلك الاحساس، فإن كنت باكيا فينبغي ان تظهر دموعك في كلماتك، على كل قارئ أن يتحسسها ويتأثر بها كشكل من أشكال المواساة والتفاعل العاطفي بين الكاتب والقارئ، وإن كنت ضاحكا فاترك كلماتك تضحك أيضا، وشاركها كل من أحبب الاطلاع على ما تخطه أناملك وهو على موقف ايجابي في ما تكتب وتخط، وإن كنت في وضع نفسي مضطرب فاجعل كلماتك مضطربة متقلبة واختر من معجمك الخاص المصطلحات الأنسب للتعبير عن موقفك ذاك. اجعل كلماتك انسيابية، سلسلة، ومرنة، واجعل رمزيتها دالة عن كنه الاحساس، هذا كله مضاف إليه عامل المهارة والدقة في التعبير علاوة على حسن توظيف المكتسبات اللغوية ومهارات أخرى، فكلها تشكل ترسانة مهمة في بناء العمران أو الابداع .

الإبداع لا يحتاج إلى المعجزات كما يعتقد البعض، بل يحتاج فقط إلى وضوح الرؤيا وصفاء السريرة والقدرة على ترجمة أحاسيس ومعاني كامنة إلى رموز وعمران أنيق متجلّ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل