saidi.samir89@gmail.com
الطفل: سأظل يا أبتي أعاتبك،
لأنك لم تفي لي بوعودك، بسببك يا أبتاه أعيش كالشريد، معنوياتي بين أصدقائي في الحضيض،
شخصيتي مهترئة، حتى من أبسط شروط وظروف الحياة حرمتني، قتلتني عندما قررت أن تلدني،
ليتك فكرت قبل أن تفعلها، ليتك استعملت الوسائل المتاحة لمنع خروجي لمعايشة حياة البؤس
والشقاء يا أبتي. حتى ملابس العيد لم تبتعها لي، لم أحظى بحفلة عيد ميلاد حتى الآن،
لم أحس بحنان الأم التي ودعتني وأنا طفل رضيع، تزوجت من الشر ولم أعش الأمان في بيتك
التعيس، الذي إن أكلت فيه لا أشبع، وإن نمت فيه لا أستريح، وإن حاولت فيه النظر
إلى وجوهكم لا أرى فيها إلا التعاسة والفقر والحرمان، قتلتني يا أبتي عندما قررت
أن تلدني، ليتك ترويت فأحجمت، ليتك فكرت قبل أن تقودني إلى هذا الجحيم التعيس...
الأب: لا يبني، حاول أن تفهم أن أباك ما كان لينجبك لولا إيمانه القوي بالمستقبل،
فالحياة دول معلومة، ولكل إنسان على اديم الأرض حظه من السعادة وحظه من الشقاء
أيضا، والحياة السعيدة يا بني ليست بالمادة تقاس، إنما بالرضا والقناعة واخذ الاعتبار
والقدرة على صناعة الرضا للذات، يجب أن تعلم يا بني بأن هناك من يعيش في البؤس
الحقيقي، وإذا ما قورن وضعهم بما تعانيه أنت فسيصبح الأمر كمن يقارن النعيم بالجحيم،
أنت يا بني لم تنضج بعد بما فيه الكفاية لتعطي دروسا في الحياة، أمامك مواقف ومحطات..
وأمامك مداخل ومخارج، بإمكانك عندما تستوعب جوهر الحياة أن تكون تراكمات من المواقف،
وأن تمنح الناس من فيض ما يجود عليك خاطرك. يا بني ارضا الآن بما قسم لك واصنع لنفسك
غاية ترتضيها فإن أردت السعادة الحقيقية فإياك أن تطمح إلى ما يفوق قدراتك، وإن كنت
تسعى للرفعة الروحية فعليك بطلب الفضيلة والعلم النافع، عليك بالتفكير فيما يجب التفكير
فيه، والتخلص من كل ما بإمكانه ان يحجب عنك نور الحياة...
تعليقات
إرسال تعليق