"لا يمكنني أبدا أن أتراجع إلى الوراء، لأنني
أكره التواري والاستسلام؛ سأستمر في سردابي وسأجابه إلى النهاية.." سمير
الساعدي
أريد أن أبكي وأنوح. أريد
أن أزيح عن قلبي هذا الجبل المثقل بالأحقاد. أريد أن أطهر نفسي من ذنوب الماضي التعيس
وأحيا ببساطة، أريد أن ابني شخصية طاهرة في مجتمع منافق غير طاهر، لا أعرف كيف
؟ ولكني مقتنع بأن هناك سردابا منيرا سيقودني نحو هذه الغاية، فقدت الكثير من الأشياء
يوما، لكنني لم أفقد أبدا كبريائي، فقدت بعض الأصحاب والخلان؛ لكنني لم أفقد
أبدا اهم وأجود أصدقائي، فقدت الكتاب؛ لكنني لم أفقد أبدا القلم، فقدت الكثير من القشور
، لكن لحسن حظي أنني لم أفقد الجواهر. كل شيء سيبدأ من جديد: المشروع، الأهداف، الغايات،
وبناء العمران الكبير.
سأجد القلب الصادق يوما
ما، وسأدعم مشروعي بالطوب الأساس، وسأستمر في البناء وسأمنع تشييد حياتي بلبنات الهشاشة؛
مصدر كل أنين وتعاسة، سأعيد ترتيب افكاري واختيار مصادري باستمرار تبعا لمتغيرات الحياة،
ستقودني بصيرتي في حياتي، ولن أنتظر مخلوقا ما ليملي عليّ شيئا أو يقترح عليّ مقترحا،
أفكاري لي وحدي بها سأمضي في سرداب حياتي إلى النهاية، لأنني مؤمن كل الايمان بأن هناك
سرا ما وراء كل ما وقع ويقع، هناك في الأفق أبصر نورا ساطعا يستوقفني برهة ليحفزني
للمضي قدما وفق خطاطة الله، الله يريدني أن أكون شخصا ذا قيمة في الحياة، لقد اتخذ
هذا القرار عندما دعوته مرارا لذلك، حينما فتحت قلبي كله لجلاله، ولم يعتريني أي شك
من قوة وجوده وقدرته، أنا مؤمن أشد الايمان بقدرة الله على منحي كل ما أريد لكن في
الوقت الذي يريد. ما عليّ إلا الاستمرار في هذا النهج وما المستقبل الذي دعوت الله
أن يمنحني إياه إلا مسألة وقت لا غير، يمكنني أن أثق في كل ما يحدث وأن اعتبره استراتيجية
الله للجرة لتحقق كل ما كانت تنشده في الحياة، أنت يا إلهي الأمل المتدلي، انت الروح
الصافي الذي في قلبي يسري، في شراييني وعروقي وعظامي، يا إلهي أنت طاقة ترويني
وتغديني وتزودني بالطمأنينة في بحر العذاب، بفضلك آمنت بقدراتي، بفضلك استمد طاقة جبارة
تقودني في سردابي، خنت عهدك يوما ورغم ذلك لم تخن إيماني، ماذا عساي أقول في حضرتك
يا إلهي، كل ما اود قوله أنت به أدرى، تألمت وكان ألمي سببا من أسباب توبتي وعودتي
إلى طريقك القويم، وهذا أفضل وأجدى، أحبك يا إلهي حبا جماّ، وإيماني بك أكثر فأكثر
يتقوى ، لهذا لا زلت شامخا وإيماني بك يكبر يوما بعد يوم، أملك أهدافا، وأملك من العدة
النفسية ما يجعلني متأهبا لكل تحديات المسار، كل هذه الطاقة والقوة والأنفة تمت بفضلك
يا إلهي.
فشكرا لك يا من فجرت في قلبي طاقة وقوة أمل كبرى، في لحظة من لحظات الضنك والضعف
الشديد، شكرا لك لأنك علمتني كيف أبعث
في كل فشل ذريع دفقة أمل للنهوض والمجابهة من جديد، شكرا لك لأنك علمتني ألا أتراجع
مهما يكن،، لأنك تريدني أن أنخرط فيما رسمته لي.. فانت تريدنا أن أكون ناجحا،
وسأتأهب لكل شيء
تعليقات
إرسال تعليق