التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة خواطر وتأملات - رسالة إلى الله




"لا يمكنني أبدا أن أتراجع إلى الوراء، لأنني أكره التواري والاستسلام؛ سأستمر في سردابي وسأجابه إلى النهاية.." سمير الساعدي
أريد أن أبكي وأنوح. أريد أن أزيح عن قلبي هذا الجبل المثقل بالأحقاد. أريد أن أطهر نفسي من ذنوب الماضي التعيس وأحيا  ببساطة، أريد أن ابني شخصية طاهرة في مجتمع منافق غير طاهر، لا أعرف كيف ؟ ولكني مقتنع بأن هناك سردابا منيرا سيقودني نحو هذه الغاية، فقدت الكثير من الأشياء يوما،  لكنني لم أفقد أبدا كبريائي، فقدت بعض الأصحاب والخلان؛ لكنني لم أفقد أبدا اهم وأجود أصدقائي، فقدت الكتاب؛ لكنني لم أفقد أبدا القلم، فقدت الكثير من القشور ، لكن لحسن حظي أنني لم أفقد الجواهر. كل شيء سيبدأ من جديد: المشروع، الأهداف، الغايات، وبناء العمران الكبير.
سأجد القلب الصادق يوما ما، وسأدعم مشروعي بالطوب الأساس، وسأستمر في البناء وسأمنع تشييد حياتي بلبنات الهشاشة؛ مصدر كل أنين وتعاسة، سأعيد ترتيب افكاري واختيار مصادري باستمرار تبعا لمتغيرات الحياة، ستقودني بصيرتي في حياتي، ولن أنتظر مخلوقا ما ليملي عليّ شيئا أو يقترح عليّ مقترحا، أفكاري لي وحدي بها سأمضي في سرداب حياتي إلى النهاية، لأنني مؤمن كل الايمان بأن هناك سرا ما وراء كل ما وقع ويقع، هناك في الأفق أبصر نورا ساطعا يستوقفني برهة ليحفزني للمضي قدما وفق خطاطة الله، الله يريدني أن أكون شخصا ذا قيمة في الحياة، لقد اتخذ هذا القرار عندما دعوته مرارا لذلك، حينما فتحت قلبي كله لجلاله، ولم يعتريني أي شك من قوة وجوده وقدرته، أنا مؤمن أشد الايمان بقدرة الله على منحي كل ما أريد لكن في الوقت الذي يريد. ما عليّ إلا الاستمرار في هذا النهج وما المستقبل الذي دعوت الله أن يمنحني إياه إلا مسألة وقت لا غير، يمكنني أن أثق في كل ما يحدث وأن اعتبره استراتيجية الله للجرة لتحقق كل ما كانت تنشده في الحياة، أنت يا إلهي الأمل المتدلي، انت الروح الصافي الذي في قلبي يسري، في شراييني  وعروقي وعظامي، يا إلهي أنت طاقة ترويني وتغديني وتزودني بالطمأنينة في بحر العذاب، بفضلك آمنت بقدراتي، بفضلك استمد طاقة جبارة تقودني في سردابي، خنت عهدك يوما ورغم ذلك لم تخن إيماني، ماذا عساي أقول في حضرتك يا إلهي، كل ما اود قوله أنت به أدرى، تألمت وكان ألمي سببا من أسباب توبتي وعودتي إلى طريقك القويم، وهذا أفضل وأجدى، أحبك يا إلهي حبا جماّ، وإيماني بك أكثر فأكثر يتقوى ، لهذا لا زلت شامخا وإيماني بك يكبر يوما بعد يوم، أملك أهدافا، وأملك من العدة النفسية ما يجعلني متأهبا لكل تحديات المسار، كل هذه الطاقة والقوة والأنفة تمت بفضلك يا إلهي.
فشكرا لك يا من فجرت في قلبي طاقة وقوة أمل كبرى، في لحظة من لحظات الضنك والضعف الشديد، شكرا لك لأنك علمتني كيف أبعث في كل فشل ذريع دفقة أمل للنهوض والمجابهة من جديد، شكرا لك لأنك علمتني ألا أتراجع مهما يكن،، لأنك تريدني أن أنخرط فيما رسمته لي.. فانت تريدنا أن أكون ناجحا، وسأتأهب لكل شيء 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل