هذا اللحن الحزين، وهذه الكلمات التعيسة، وهذه الوردة الحمراء المستوية فوق صفحات كتاب حياته، أحيت في ذاكرته من جديد تلك اللحظات الشقية، أشعلت في قلبه فتيل اللهب ومرارة الحزن والكآبة، أوقدت فيه نار الماضي من جديد، دب الحزن ودبت الكآبة وأصبحت الجرة أسيرة الماضي الخالي، أصبحت في خبر كان بعدما كانت مشرئبة بكل طاقاتها نحو مشاريع الغد؛ حتى أنها بعدما تشربت من نهر الامل وروت من عبرات النسيان، إلا ان الماضي الجاثم بثقله، سيظل يحاسبها على كل صغيرة وكبيرة اقترفتها.. عندما تجرح القلوب وتصاب بشديد الإحباط وحينما تزرع فيها عنوة تلك الوخزات الحادة؛ يصبح البناء صعبا ويتحول الحب شيئا فشيئا إلى كراهية وحقد ذفين، سرعان ما تتجلى ملامح الانقباض ويتحول الجو الصحو إلى ظلام دامس يبعث القلق والاكتئاب، بعض الأخطاء البسيطة تغير كل شيء. ! ؟ أتذكر أن كل شيء بدأ حينها بابتسامة، وكل شيء انتهى بشك وريبة، انهار العمران في لمح البصر، سقطت الأقنعة وظهر الحق وانتصر الكبرياء في آخر المطاف، انتصرت لغة العيون عن لغة اللسان، وأبانت الأسنان البيضاء عن مكرها .انهار العمران المغشوش أخيرا وما كان له بحق أن يستمر ف...