التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة خواطر وتأملات - لكل شيء معنى




saidi.samir89@gmail.com

الكلمات، الايقاع، التعابير المجازية، العلامات والرموز، كلها ذات دلالة ومغزى، ولا شيء يبقى فارغ المحتوى في عمران الكلمات التي استخدمها في البناء، لهذا فمن عبرت له يوما عن إخلاصي وحبي له فأنا صادق في ذلك، ومن عبرت له بعكس ذلك فلأنه قام بتصرفات تستحق اللوم و العتاب ويستحق أن يفصل من زمرة الأحباب.
إلى أولئك الذين منحتنا قلوبهم الصادقة عطورا جميلة أسعدتنا، نقول لهم عبيركم لا يزال فواحا ومكانتكم لن تنضب من قلوبنا الرحبة، أعطيتمونا الأمل، الثقة وأشعرتمونا بأننا بشر، أيقظتم في دُجُنّتنا الطويلة ومضة نور أضاءت لنا كل السبل، وفتحت لنا بصائركم آفاقا جديدة للتأمل والابداع والاجتهاد، أحييتم فينا الأمل بعدما دب القلق الكئيب في نفوسنا التعيسة، أنتم في قلوبنا نور ساطع لا يخفت مهما طالت المسافات بيننا ومهما طال الفراق، روح المحبة يسري في شراييننا اتجاهكم ويأبى فراقكم، صوركم حاضرة كلما مررنا بلحظة ضيق؛ صوركم تزيح عنا كل كآبة وتنفض الغبار عن رؤوسنا لتحيي فينا من جديد الأمل المتوهج لمعايشة حياة السعادة، والتي لا يمكن لخيوطها أن تنسج إلا بالمحبة والصداقة الرفيعة والقلوب الصافية والحكمة الثاقبة في استبصار الأمور.
إلى أولئك الذي غرسوا في قلوبنا ذات يوم سموم الكراهية وأيقظوا فينا بذور الحقد والضغينة نقول، لا مكان لكم بيننا قبل أن تتطهروا من سمومكم التعيسة وأحقادكم القاتلة، جعلتمونا نحيا بالعنف في وقت كان أجدى بنا أن نحيا بحب وابتسامة، جعلتمونا نسقط في مخالبكم ونبادلكم أفعالكم وأفكاركم بالمثل في وقت كان أجدى لنا أن نملأ قلوبنا بالإيمان والطهارة، اليوم بدأنا نعي مشكلة الأفكار والأحاسيس وفكرة التقدم في سرداب السعادة الروحية . جعلتم تاريخنا يكرهكم رغما عن أنفه، وصوركم تحولت إلى عبء ثقيل لا تستطيع ذواتنا حمله، أصبحتم في نظرنا مصادر شؤم يجب اجتثاثها واستبدالها في أقرب الآجال، لهذا اعذرونا فطريقنا وطريقكم ليس واحدا ونقول لكم بأن اوان نهاية العلائق مشرف على نهايته ومحال أن نجد سبيلا لاستمرارها.
إلى فكرة السمو الروحي الذي نادى بها الكثيرون نقول أنت الغاية وأنت الهدف المنشود حاليا، لم تعد للمادة قيمة مثلى كما لم تعد معطيات السعادة مقتصرة على الأرقام في نظرنا، صدمتنا الحياة غير ما مرة، وتعلمنا منها دروسا قاسية ومفيدة؛ السعادة أن تعيش ببساطة، وتفكر ببساطة وتملأ قلبك بالحب والحنان.  وروحك اسمو بها إلى الأعالي وعلمها معنى الكبرياء، ومعنى الكرامة، لا تجعل نفسك أسير فوضى القلاقل واجعل هدفك الأسمى الوصول إلى معرفة أسمى بجوهر ذاتك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل