التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أحلام ضائعة




تعاسة، أنين، حزن عميق، وملامح براقة متوجسة تخفي في تجاعيدها التي أخفتها مساحيق التجميل ألف حكاية عن الألم وما جاوره ...وأمل يلوح بين فينة وأخرى في أفق مجتمع متشرذم مليء بالذكور خال من الرجال، ذهبت ضحية سياسة العنوسة المتفشية في الأوساط الاجتماعية المغربية رغم جمالها الفتان وعيونها الساحرة، ويبدو أنها
أصبحت في زمن كان بعد أن أعلن الاحتفال الأخير بالسنة الجديدة عن عيد ميلادها ال ، فقد دخلت نفقا مظلما قد تنجلي ظلمتها وقد لا تنجلي، إنه القدر المشؤوم الذي لا تتمناه أي حواء على أديم الأرض.
كانت أن ظلت سواء السبيل عندما رفضت الاقتران في الماضي بثلاثة آدميين أحدهما يشتغل في التجارة والآخر إسكافي من أهلال الخبرة، والثالث صانع يبدع في النجارة، فرفضت الأول بدعوى أنه غير مثقف والثاني والثالث لمقاميهما المهني غير المترف، كانت المسكينة تحلم "بزير" ينتشلها من "بير" الفقر وينقلها من أصقاع العراء إلى حديقة الأمراء؛ لتعيش على وقع سيناريو الملك وسندريلا أو على وهم أسطورة الأميرة فلة، ولم تعلم أن الواقع الاجتماعي المزري في المغرب يصدم الصخور والجبال، ويعري كبرياء الهضاب والتلال، ويقضي على الأحلام البنفسجية في لمحة بصر. حتى ولو كانت بحد البلورة الساطعة كالقمر.
قلت لها بأن تنتقي في سوق المشاعر؛ صاحب الشهامة والفخامة والشخصية القوية، فله قدرة على تحويل فقره ذات يوم إلى غنى، وضعفه إلى قوة، لكنها لم تصغي إليّ، وظلت تنتظر وتتربص فارس أحلامها صاحب المظلة والسيارة، والحساب البنكي الضخم الذي يكفي بما فيه الكفاية لمعايشة حياة بيزنطية..
 طال الانتظار ونفذ كل الصبر فأصيب الجلد بفيروس الزمن، وغلب على طبعها اليأس والتشاؤم وانهارت الأحلام والأماني وفقدت كل ما تبقى من أمل في المستقبل، ولم يعد لها الآن أي حق بأن تحلم أكثر، خاصة وأن الجسد الذي أضحى معيارا؛ نخرته المساحيق وشوهته..فأخذت تبحث عن شيخ هرم بعد أن ضاقت بها الدنيا، غير أن الشيخ الهرم من موقعه رفضها بدعوى أنها غير مؤهلة وغير صالحة..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل