التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محطة من محطات حياتي




يوما بعد يوم ، تقترب عقارب ساعة فراق زمرة من الأصدقاء ؛ جمعتنا بهم الأقدار في محطة وتجربة القنيطرة ، بعضهم سيرحل بعيدا ولن نراه ثانية، والبعض الآخر سنتحسس وجوده من فينة لأخرى في منابر التواصل الاجتماعي، وسنرمي له عبارات التحايا والسلام،  والبعض الآخر ستضطر قوة الصداقة التي جمعتنا بهم إلى اقتحام حصونهم لتذكيرهم بذكريات الزمن الجميل، وبالحماقات التي كنا عادة نرتكبها في لحظات الهستيريا والجنون..
هذه هي طبيعة الحياة؛ هي أشبه بالسير من محطة إلى أخرى وفي كل محطة نتعرف على نماذج مختلفة الطباع من بني البشر، نتجادل معهم، نؤاخذهم، نعاتبهم، نختلف معهم أحيانا وأحيانا أخرى نوافقهم أفكارهم، فتمر الأيام وتنقضي بسرعة جنونية، وتجدنا قد راكمنا معهم شئنا أم أبينا كومة من الذكريات الجميلة والسيئة، السعيدة والحزينة، الخصبة والمجدبة؛  فتوشم بها ذاكرتنا كلما تذكرنا لحظات هذه المحطة او تلكم. حتى أنه بعد الانتقال لخوض تجربة حياتية جديدة في محطة جديدة، تضطرنا طبيعتنا من جديد للتعرف على طباع جديدة من بني البشر، منهم من يلائم ذوقنا فنميل إليه، ومنهم من يجعلنا ننفر خوفا مما تبديه لنا في البداية لغة عيونهم  المتوجسة المتربصة...
وتستمر رحلة الحياة من محطة إلى محطة في انتظار الوصول إلى آخر محطة...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل