يوما بعد يوم ، تقترب عقارب ساعة فراق زمرة من الأصدقاء ؛ جمعتنا بهم الأقدار في محطة وتجربة القنيطرة ، بعضهم سيرحل بعيدا ولن نراه ثانية، والبعض الآخر سنتحسس وجوده من فينة لأخرى في منابر التواصل الاجتماعي، وسنرمي له عبارات التحايا والسلام، والبعض الآخر ستضطر قوة الصداقة التي جمعتنا بهم إلى اقتحام حصونهم لتذكيرهم بذكريات الزمن الجميل، وبالحماقات التي كنا عادة نرتكبها في لحظات الهستيريا والجنون..
هذه هي طبيعة
الحياة؛ هي أشبه بالسير من محطة إلى أخرى وفي كل محطة نتعرف على نماذج مختلفة
الطباع من بني البشر، نتجادل معهم، نؤاخذهم، نعاتبهم، نختلف معهم أحيانا وأحيانا
أخرى نوافقهم أفكارهم، فتمر الأيام وتنقضي بسرعة جنونية، وتجدنا قد راكمنا معهم
شئنا أم أبينا كومة من الذكريات الجميلة والسيئة، السعيدة والحزينة، الخصبة
والمجدبة؛ فتوشم بها ذاكرتنا كلما تذكرنا
لحظات هذه المحطة او تلكم. حتى أنه بعد الانتقال لخوض تجربة حياتية جديدة في محطة
جديدة، تضطرنا طبيعتنا من جديد للتعرف على طباع جديدة من بني البشر، منهم من يلائم
ذوقنا فنميل إليه، ومنهم من يجعلنا ننفر خوفا مما تبديه لنا في البداية لغة عيونهم
المتوجسة المتربصة...
وتستمر رحلة الحياة من محطة إلى محطة في انتظار الوصول إلى آخر محطة...
وتستمر رحلة الحياة من محطة إلى محطة في انتظار الوصول إلى آخر محطة...
تعليقات
إرسال تعليق