التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعزية صديق


من حين لحين يحضر الألم من نافذة التأمل أو من باب الأحداث المفجعة، على شكل وخزات لعينة، تثير فينا الاحساس بالضجر، وتفسد علينا لذة الأوهام.. سرعان ما تنجلي غمامة الابتسامة كلما بادرنا بالتأمل العميق في الوضع العلائقي المحيط بنا، فنكتشف بأن الجوهر عكس ما يتجلى، وغمامة الحزن سرعان ما تتدلى، كاشفة تجاعيد حجبتها أشعة الحقيقة التي عادة ما تصدمنا غير مبالية بآمالنا وأشواقنا وتطلعاتنا المستقبلية.. إنه الموت يا سادة.. ضيف ثقيل لا نحبه، بيد أنه من حين لحين يهدد سعادتنا ويتربص بأحبائنا ويغتال آمالنا وتطلعاتنا..
عادة ما ننساق وراء لذة الحياة وكلنا أمل في تحقيق نشيد التحرر من سلطة الفقر والأنين والقهر،  لعلنا بذلك نهدي الابتسامة لأولئك الأشخاص الذين علقوا علينا آمالهم وعيونهم دامعة من شدة شغفهم لرؤيتنا في القمة؛ ولا ندرك ان الموت يحوم حول من نحب، سرعان ما يغتالهم في لحظات نحن في أمس الحاجة لسندهم، فتهب النكباء بلا استئذان لتخطف الأرواح العزيزة وتخلف شؤبوبا من الحزن الدفين يغلي في أفئدتنا  العليلة، المتلاشية -المنهارة ...

رحم الله أحبابنا الذين فقدناهم على حين غرة، وتعازينا لصديقنا وحبيبنا ياسر صابر؛ لاشك أن المصاب جلل، والفاجع أليم بفقدانه أعز كائنة في هذا الوجود، حسبنا الله يا صديقي بما شاء قضى.. قد أردنا فأراد الله لنا.. وأراد الله شيئا فمضى، الموت سيدركنا كلنا، والصبر شيمة الأقوياء وعلينا بها، ابتسم بنور قلبك ودع الجروح تلتئم، رحم الله والدتك وألهمك ودويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...