التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالتي إلى صديق مهموم..!؟

وبعــــــد:
يجب أن تفرض وجودك بالعمل والجـــد والمثابرة، لا بالثرثرة وملء الدنيا بالضجيج بسبب علاقات عابرة..
لا تركز جام طاقاتك يا صديقي في أمور تافهة، وليكن غرضك أوسع وأرحب، فالحلم كلما كان كبيرا، وسعيك إليه كان قويا، كلما كان تأثير العلاقات عليك سطحيّا...
إن الحياة يا صديقي عبارة عن مشاكل صغيرة وأخرى كبيرة، ويجب أن تعلم جيدا بأن الصغار للصغيرة.. أما الكبار فهم من ينبرون دائما للكبيرة.. فلا تجعل نفسك أسير ذكريات الماضي الحزين، أو عبدا لشخص سببت مصاحبته لك الألم والأنين..، بل فكر بعيدا وعميقا.. فذلك سيجعلك تتنكب لكل الآهات الصغيرة التي تحوم حولك، وتنسى بسرعة تلك (الديدان المقززة) الصغيرة التي تحاول أن تعترض سبيلك.. وإن فعلت ذلك؛ تأكد أنك ستبكي من شدة الضحك على نفسك، وستقتنع بأنك كنت معتوها إلى درجة لا تطاق، حينما علقت مصيرك كله بيد إنسان بسيط، تفوح من عقله الصغير رائحة (نتنة)، لا تشجع في الواقع إلا على الاقامة  الجبريّة..
فما لك وكل هذا الحزن الرهيب، ابتسم ودع الجرح يلتئم، وأطلق العنان للسرور فالحياة ساعات، يوم لك، ويوم عليك والحبل على الجرّار...

 إن الإنسان الناجح دائما ما يفكر بطريقة إيجابية، فينزع عن حياته كل (الجراثيم) التي بإمكانها أن تؤثر في كيانه وتقلق هدوءه وتفسد صفوته، لهذا تعامل بمنطق صارم في علاقاتك ولا تجعلها تؤثر تأثيرا بالغا في إعاقة مخططاتك، إنزع الأشخاص المؤثرين سلبا، وتخلص منهم بسرعة، وأعد رسم العلاقات مع الغير، ففي ذلك حفظ في الصميم للطاقة الكامنة - سر نجاحك- ولا تنس أن تضع نصب عينيك هدفك السامي فتأخذ بأسباب تحقيقه، ولا تضعف مردودية نفسك بسبب تصرفات بعض الناس، فالإنسان واه وضعيف، ومصائبه كاللفيف. ولا تنسى أن تعلق أملك على الارادة والتفاؤل، وارفع شعار التحدي من جديد واسموا بتفكيرك كثيرا، وليكن همك في الحياة عينه همّ كبار رجال الفكر والأدب، الذين عملوا على السمو بالعلاقات بين الحضارات، وتفننوا في رسم المشاريع المذرة للثقافات، ولم يدر بخلدهم أن يفنوا حياتهم كلها في الأنين بسبب سراب صغير العلاقات..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...