التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فلسفة جـــــرّة



التعبير
نحن نكتب لنعبر، ونعبر لأننا في حاجة غريزية ووجودية لذلك، والكتابة بوصفها تعبيرا عن الذات، تخفي في ثناياها الخلفية الإيديولوجية لتلك الذات، فنحن إذ نعبر بالكتابة إنما لننقل منظومة معينة من الأفكار التي تطبعنا بها وشكلت النسيج الذهني لعقلياتنا...وهذا النسيج الذهني او الهابيتوس خاصتنا، قد يحتاج بالفعل للتعديل في كثير من جوانبه، فليست كل الأفكار التي نعتقدها ونؤمن بها قولا وسلوكا أنموذجا يجب الإحتماء به دائما وأبدا، فكثيرا ما نؤمن اعتقادا بالأوهام فنخالها حقائق، وحيث أن المنطق يحتم على الإنسان تغيير منظومة من افكاره وإخضاعها لمنطق النقد والتمحيص والمحاسبة، فإننا معشر البشر مطالبون بامتلاك عقليات مرنة، تؤمن بالنسبية ولا تتعصب للفكر الواحد او الأحادي..
فتواضع قليلا يا ابن آدم،وكن مرنا في فكرك تسلم من الزلات

ناضل إلى آخر رمق 

مهما كانت الظروف التي تمر بها صعبة فلا يجب عليك أن تستسلم وترضخ منكسرا منهزما لهذه الظروف، بل لابد لك من الانتصار والمجابهة إلى آخر نفس من حياتك..
قف موقف الحصان : متحديا، متأملا، استراتيجيا،.. وعازما على الوصول للهدف، ولا تتلفت أبدا إلى الوراء فيفل طموحك وتقتل استقلاليتك، وحاول أن تنظر إلى الحياة من الفوق.. لا من الأسفل فتخال تحقيق أهدافك أمرا صعب المنال ...
الحياة فن، وكل ما تحتاج إليه أن تكون فنان يجبد رسم معالم الحياة..

صناعة الحب

إذا كان الجمال الخارجي للمرأة سببا يجعلك تقدم لها هدايا حمراء في أعياد الحب الصفراء، فاعلم أن معاييرك في الاختيار تحتاج إلى ثورة رعناء..
وحيث أن جمال المرأة قصير، فإن حب المظهر أمده أيضا قصير..
إن الحب صناعة، وبناء يبنى عن طريق تفاعل قوتي العقل والعاطفة، مع امتيازات للغة المنطق على لغة القلب... ففي هذه الحالة؛ لا يمكن لمرض جلدي أو حادثة سير أو خطأ طبي شوه مظهر الانسان أن يؤثر على كيان الحب، مادام قد بني بأسس متينة ذات أساس صلب متين..
وأسس الحب صداقة نزيهة بريئة من التصنع والكذب وأشكاله وثقة متبادلة وتضحية واحساس بالآخر، وهذه المرحلة تمثل القاعدة الأساسية لكل العلاقات الانسانية على الأرض..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...