التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحقـــــد


تراني أكتب هذه الأيام عن القيم متقلبا بين الايجابي منها والسلبي حسب ما تمليه علي جرتي، فبعد أن كتبت بضع كلمات عن قيم التضامن والتسامح والحب والصداقة ها أنا أكتب من جديد منتقلا من حقل الفضائل الخصيب، الى حقل الرذائل الجذيب، تأثرا بالأحداث وسيناريوهات الوقائع التي تجري أمامي. طرحت على نفسي سؤال الدهشة عن سبب كل هذا الحقد الدفين الذي يسري في عروق  كثير من الناس..لكني لم أتوصل باليقين الى إجابة حاسمة حتى الآن، ومع ذلك فضلت أن انتهج لنفسي مسلكا مغايرا، غير إقحام نفسي في معمعة الكراهية، واللاحب  واللاثقة، سأعيش منفردا عن روح الحقد اللعين، جنبا الى جنب مع جرتي ملهمتي في الأفراح والأتراح، وإن سألوني عن سبب إحجامي عن المشاركة .. سأجيبهم بأن كرامتي فوق كل اعتبار ولن أرضى أن أعيش حياة مريرة لا حب فيها ولا صداقة..
إن"القضية" أفضل من السير على منوال أوهام فلسفتهم البئيسة، فنفاقهم المقيت سبب كل هذه الكراهية التي تتدفق من قلوبهم الحقودة؛ غيرة، نظرات حادة، غيبة ونميمة كل هذه القيم أعايشها عن كثب في حقل الفاعلين الإستراتيجيين. لقد سئمت من كثرة معتنقي النفاق، بعضهم يصلي الصبح في المسجد ويغتاب صديقه في الظهيرة، وبعضهم يملأ الدنيا ضجيجا معبرا لهذا وتلكم وهؤلاء وأولئك.. عن حبه لهم مهديا لهم إبتسامة وضّاحة، وسرعان ما ما يحشوهم بالغيبة كلما انزاحوا عن أعينه، ما هذا النفاق العجيب ؟ ما هذه الحياة الهجينة ؟
خلت المشاركة في طرح القضايا سيعين عن لملمة الشتات، وزرع روح التضامن والحب لتناغم الفتات، بيد أن نيتي الصافية اصطدمت بسخرة الأفكار العوجاء، فاندحرت منهزما لا منكسرا وأيقنت أن علي العودة الى فلسفتي الأولى، فلسفة العزلة والانفراد والتأمل، والإبتعاد عن فوضى و قلاقل النفس وترهات هؤلاء الناس...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل