تراني أكتب هذه الأيام عن القيم متقلبا بين الايجابي منها والسلبي حسب ما تمليه علي جرتي، فبعد أن كتبت بضع كلمات عن قيم التضامن والتسامح والحب والصداقة ها أنا أكتب من جديد منتقلا من حقل الفضائل الخصيب، الى حقل الرذائل الجذيب، تأثرا بالأحداث وسيناريوهات الوقائع التي تجري أمامي. طرحت على نفسي سؤال الدهشة عن سبب كل هذا الحقد الدفين الذي يسري في عروق كثير من الناس..لكني لم أتوصل باليقين الى إجابة حاسمة حتى الآن، ومع ذلك فضلت أن انتهج لنفسي مسلكا مغايرا، غير إقحام نفسي في معمعة الكراهية، واللاحب واللاثقة، سأعيش منفردا عن روح الحقد اللعين، جنبا الى جنب مع جرتي ملهمتي في الأفراح والأتراح، وإن سألوني عن سبب إحجامي عن المشاركة .. سأجيبهم بأن كرامتي فوق كل اعتبار ولن أرضى أن أعيش حياة مريرة لا حب فيها ولا صداقة..
إن"القضية" أفضل من السير على منوال أوهام فلسفتهم البئيسة، فنفاقهم المقيت سبب كل هذه الكراهية التي تتدفق من قلوبهم الحقودة؛ غيرة، نظرات حادة، غيبة ونميمة كل هذه القيم أعايشها عن كثب في حقل الفاعلين الإستراتيجيين. لقد سئمت من كثرة معتنقي النفاق، بعضهم يصلي الصبح في المسجد ويغتاب صديقه في الظهيرة، وبعضهم يملأ الدنيا ضجيجا معبرا لهذا وتلكم وهؤلاء وأولئك.. عن حبه لهم مهديا لهم إبتسامة وضّاحة، وسرعان ما ما يحشوهم بالغيبة كلما انزاحوا عن أعينه، ما هذا النفاق العجيب ؟ ما هذه الحياة الهجينة ؟
خلت المشاركة في طرح القضايا سيعين عن لملمة الشتات، وزرع روح التضامن والحب لتناغم الفتات، بيد أن نيتي الصافية اصطدمت بسخرة الأفكار العوجاء، فاندحرت منهزما لا منكسرا وأيقنت أن علي العودة الى فلسفتي الأولى، فلسفة العزلة والانفراد والتأمل، والإبتعاد عن فوضى و قلاقل النفس وترهات هؤلاء الناس...
تعليقات
إرسال تعليق