عشت ولا زلت أعيش في أحضان "عائلة" ممزوجة، فيها "البيض"
وفيها "السود".. !؟ تعايشنا
بهدوء وسكينة، وخلت المغرب سليما معافى من سموم العنصرية.. حينما فتحت عيني على
الشارع وجدت علاقات «حذرة « وصراعات رمزية تحتدم في الأحايين والمناسبات
الخاصة، تخيلت أن ما عشته في مرحلة طفولتي من علاقات مع "الآخرين" هي
السمة السائدة في المجتمع المغربي، غير أني سرعان ما فوجئت بما أسمعه إبان دراستي
في ثانوية الحسن الثاني بتنجداد من أحداث
أرّخت لعنصرية دفينة استوطنت لاشعور الجماعات.. وحكمت تفكيرها التقليدي
الأحمق، أدركت أنني أعيش في مجتمع ممزق، لا حياة فيه إلا للنفاق المنمق،
والكلام المصقول الملفق... تهت في ضوضاء الفكر السوسيولوجي، فاخترت الانخراط في حفر بئر الثقافة، ولم أتخيل أن أولى تجاربي ستوصلني
إلى كل هذه الجرأة والألفة،.. وددت لو أنقل "فركلى" من واحة الشتات؛ الى
بلّورة الاتحاد، غير أن العصا السحرية مدفونة في قبور الماضي الهمجي، وتأثير سحرها
لا يزال يسري في عروق الهياكل الحية الميتة، في انتظار ظهور "السوبرمان"
الخارق- القادر على تقديم تشخيص نقدي للإرث العنصري الذي يعشش في جوهر ثقافتنا...
ظل القلق يراودني في خيالي.. وأحلامي كلها أضحت قصورا
سرمدية تشيد على جنون واقع ممزق يعيش بنفاقه وبعنصرية الصريحة والضمنية، خلت
الحياة جميلة بالصبر واحترام الآخر ..غير أن لسان العصا ويد السوط أفضل وسيلة للرد
في اعتقادي، فقد تحولت المفاهيم البيضاء الى حمراء والحمراء الى زرقاء.. ولم تعد
لقيم الأمس قيمة، كل شيء في تغير إلا صورة ذلك "الزنجي"
"المعتوه" "المتخلف".. لا تزال راسبة في اذهان هؤلاء
المتشدقون بالجمال والعفاف رغم أن نساءهم يملأن أوكار الدعارة ومختلف مواخير اللذة
وتجارة الجسد الرخيص.
حاولت أن أراجع نفسي لعلي أجد وسيلة ما تبعدني عن هذا
المبحث القلق، فأصرف تفكيري عن الحزازات السيكولوجية، غير أن الوضع كما هو معاش
يحتم علي الانخراط أكثر من أي وقت مضى في نقد الثقافة واجتذاب المكفهر منها
من السلوكيات والأحداث العنصرية المكفهرة التي أرخت لها سيكولوجية الانسان الأسود
المقهور داخل واحة فركلى التائهة.
تعليقات
إرسال تعليق