ليس المهم ان أكون عربيا، أو يهوديا، أو
نصرانيا، أو امازيغيا ..أو إفريقيا أسودا أو أبيضا.. وما إلى ذلك من الأشكال والصور
والألوان..إنما المهم أن أكون فوق كل ذلك "إنسانا" يتقبل الاختلاف كما
الائتلاف.. إنسانا يعيش محترما ذاته ومحترما كل من يحترم إنسانية المختلف كما
المؤتلف..
أن تحترم
المختلف يعني أنك تفكر "بمنطق عقلي" واضح؛ فلا أحد ينكر أن من يولد في
أسرة ومجال يهودي سيكتسب شخصية يهودية، ومن يولد في بيئة اسلامية سيكتسب شخصية
إسلامية و"الأمازيغي" إنما هو نتاج محيطه وتنشئته الاجتماعية
الأمازيغية، فكل ثقافة غنية وجميلة.. خصوصا إذا آمنا بالحوار واعتبرنا الانسان
"شخصا" يمتلك الكرامة ويفرض الاحترام.
عندما
ندرك هذه المبادئ "الأولية" لاحترام حقوق الانسان والأقليات الثقافية،
حينئذ سنسموا بالتفكير والحوار والنقاش معهما، وسنبلغ مستوى مناقشة الأفكار بدل
تعنيف كرامة هذه الثقافة أو تلكم، أو هذا الشخص الثقافي -الايديولوجي أو ذاك...
نحن في
واقع الأمر في أمس الحاجة إلى الحوار الثقافي، وإلى نبذ كل سلوكيات التمييز
العنصري باسم المعتقد/ الدين، او اللغة، أو العرق..نحن
في أمس الحاجة إلى توحيد طاقاتنا الشعبية اليوم لصد حماقات "القصر"
وسياسة الثعالب والأسود، التي تستحمر شعوبها وتعتبرهم مجرد قطعان من البعير ....
يجب أن نكون واقعيين أكثر
في تحليلاتنا للقضايا والأمور، وأن نعبر عن مستوى حضاري في الجدالات الفكرية، وأن
نؤسس للحوار والنقاش الهادف الخلاق "الفاعل" لا "المنفعل"..
يجب أن أن ننتصر للغة العقل
والعلم في القضايا الراهنية المرتبطة بالانسان ومختلف ممارساته على كوكب الأرض،
أما إذا تعلق الأمر "بالجنة" و"النار" وانشقاق القمر، والحور
العين.. فيجب أن نسحب لغة "العقل" لأن المجال لا يسعه...
وأحبذ الخوض كثيرا فيما هو
راهني ومعيش، ومسألة "المعتقد" في نظري جانب آخر يخص ثقافة معينة، وكل
إنسان حرّ في اعتناق ما يريد، شريطة ان يحترمني "كإنسان"، "كشخص"
"كذات" تمتلك
الكرامة وتفرض الاحترام...أعبد "الحجر" لكن لا تضربني بهذا الحجر/ أعبد
الله لكن لا تمارس عليّ دور الوصاية/ أعبد ما شئت لكن كن إنسانا يحترم الانسانية
ويعيش بمبادئ وقناعات عابرة للحدود والمجالات الثقافية ...
جميعا من اجل تحقيق حزب
الانسان
تعليقات
إرسال تعليق