التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رحلة قصيرة لكنها ممتعة !!!

       
         كنا قد فكرنا نحن مجموعة من طلبة تنجداد بضرورة البحث عن متنفس لتفريغ فائض انتاجنا من الملل والروتين اليومي الدراسي، فقصدنا واحة فركلة لأخذ قسط من الراحة والاستجمام، ولم يدر بخلدنا أن السيد عبد الهادي بوسكري كان يهيء لنا مفاجئة سارة، إذ لم نكد نمضي يومين بالتقريب في أحضان واحتنا الغناء حتى طرق عبد الهادي أداننا بفكرة القيام برحلة ترفيهية نحو" خطارة الشيخ".. استقبلنا الفكرة بفرح وسرور، لا لشيء إلا لأنها فريدة جاءت في وقتها المناسب بحق، خصوصا وان حاجتنا ماسة للترفيه والترويح عن النفس بعد شهور من الكد في الدراسة والتحصيل العلمي.
         كان عبد الهادي منسق الرحلة، وهو الذي انتقى من أصدقائه هذا وذاك، ليشكل في النهاية فريقا مكونا من شباب آية في الروعة، ضحكاتهم كانت تعلوا المكان، فقد فجرنا في طريقنا الى القرية االهدف، قهقهات لم نفجرها منذ شهور طوال، وكان لنا أن تعرفنا على أصدقاء جدد كانوا بالفعل مكسبا لنا كما كنا مكسب لهم في هذه الرحلة التاريخية. علاوة على ذلك كان لنا شرف الالتقاء  بزمرة  من أصدقاء الدراسة القدامى في الجامعة الاسماعيلية مكناس، والذين قدفتهم الظروف كما قدفتنا نحن إلى وجهة غير المدينة الاسماعيلية فكان الحنين للذكريات الطلابية الأولى ذو أثر نفسي ايجابي علينا.
         اتذكر أن عبد الهادي اقترح علينا أن نحتشد قرب المدرسة القديمة التي كانت لنا فيها ذكريات جيدة، فكان الجميع في الموعد المحدد تأهبا لرحلة طويلة مشيا على الأقدام، اخترقنا قصور كردميت وتغفرت وقطعنا واد تنكرفى، قبل أن نقطع غابة نخيل جميلة لنصل الى المكان المحدد. وهذا جانب من الصور التي التقطها بعض المشاركين في الرحلة وهم في طريقهم نحو خطارة الشيخ:








لقد مر ذلك اليوم بسرعة خاطفة جارفة وجنونية، إذ لم نحس بالساعات ولم نفهم كيف انقضت بسرعة خاطفة، فقد كنا في غاية الانهماك في الضحك وتبادل التواصل فيما بيننا، وأجرينا مسابقات فريدة لعل أهمها كرسي الاعتراف الذي يقوم على فكرة اختيار واحد من المشاركين، وارغامه على الاجابة على كل الاسئلة التي تنهال عليه من كل حذب وصوب، فكان لكل واحد حصته في تقديم نفسه وفي معايشته للحظات من الحرج الجميل التي لن تنسى أبدا. لقد مكننا كرسي الاعتراف من تحقيق تواصل فعال، وزيادة معرفتنا بالحياة النفسية والعاطفية لكل واحد منا، كما لعب دورا في مسح الحدود المرسومة بين بعضنا البعض، خصوصا وأن الضحك البيني الجماعي  قد وطد العلاقات ومتن الأواصر وقواها أكثر، ولم يكن لذلك أن يتحقق لولا الفكرة الجيدة التي تقدم بها الأستاذ عبد الهادي بوسكري جزاه الله عنا كل خير.


لقد كانت تجربة رحلة جماعية إلى أدغال النخيل بالواحة مفيذة وممتعة، وألهمتنا التجربة تفعيل زيارات متكررة إلى أرجاء وهوامش المنطقة، فاليوم قصدنا شمال الواحة وغدا يجب أن نقصد جنوبها ففيها قصور لم تكتشف خيراتها ولم يتم بعد كشف سحرها الطبيعي من لدن مجموعة من الشباب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...