كنا قد فكرنا نحن مجموعة من طلبة تنجداد بضرورة البحث عن متنفس لتفريغ فائض انتاجنا من الملل والروتين اليومي الدراسي، فقصدنا واحة فركلة لأخذ قسط من الراحة والاستجمام، ولم يدر بخلدنا أن السيد عبد الهادي بوسكري كان يهيء لنا مفاجئة سارة، إذ لم نكد نمضي يومين بالتقريب في أحضان واحتنا الغناء حتى طرق عبد الهادي أداننا بفكرة القيام برحلة ترفيهية نحو" خطارة الشيخ".. استقبلنا الفكرة بفرح وسرور، لا لشيء إلا لأنها فريدة جاءت في وقتها المناسب بحق، خصوصا وان حاجتنا ماسة للترفيه والترويح عن النفس بعد شهور من الكد في الدراسة والتحصيل العلمي.
كان عبد الهادي منسق الرحلة، وهو الذي انتقى من أصدقائه هذا وذاك، ليشكل في النهاية فريقا مكونا من شباب آية في الروعة، ضحكاتهم كانت تعلوا المكان، فقد فجرنا في طريقنا الى القرية االهدف، قهقهات لم نفجرها منذ شهور طوال، وكان لنا أن تعرفنا على أصدقاء جدد كانوا بالفعل مكسبا لنا كما كنا مكسب لهم في هذه الرحلة التاريخية. علاوة على ذلك كان لنا شرف الالتقاء بزمرة من أصدقاء الدراسة القدامى في الجامعة الاسماعيلية مكناس، والذين قدفتهم الظروف كما قدفتنا نحن إلى وجهة غير المدينة الاسماعيلية فكان الحنين للذكريات الطلابية الأولى ذو أثر نفسي ايجابي علينا.
اتذكر أن عبد الهادي اقترح علينا أن نحتشد قرب المدرسة القديمة التي كانت لنا فيها ذكريات جيدة، فكان الجميع في الموعد المحدد تأهبا لرحلة طويلة مشيا على الأقدام، اخترقنا قصور كردميت وتغفرت وقطعنا واد تنكرفى، قبل أن نقطع غابة نخيل جميلة لنصل الى المكان المحدد. وهذا جانب من الصور التي التقطها بعض المشاركين في الرحلة وهم في طريقهم نحو خطارة الشيخ:
اتذكر أن عبد الهادي اقترح علينا أن نحتشد قرب المدرسة القديمة التي كانت لنا فيها ذكريات جيدة، فكان الجميع في الموعد المحدد تأهبا لرحلة طويلة مشيا على الأقدام، اخترقنا قصور كردميت وتغفرت وقطعنا واد تنكرفى، قبل أن نقطع غابة نخيل جميلة لنصل الى المكان المحدد. وهذا جانب من الصور التي التقطها بعض المشاركين في الرحلة وهم في طريقهم نحو خطارة الشيخ:
لقد مر ذلك اليوم بسرعة خاطفة جارفة وجنونية، إذ لم نحس بالساعات ولم نفهم كيف انقضت بسرعة خاطفة، فقد كنا في غاية الانهماك في الضحك وتبادل التواصل فيما بيننا، وأجرينا مسابقات فريدة لعل أهمها كرسي الاعتراف الذي يقوم على فكرة اختيار واحد من المشاركين، وارغامه على الاجابة على كل الاسئلة التي تنهال عليه من كل حذب وصوب، فكان لكل واحد حصته في تقديم نفسه وفي معايشته للحظات من الحرج الجميل التي لن تنسى أبدا. لقد مكننا كرسي الاعتراف من تحقيق تواصل فعال، وزيادة معرفتنا بالحياة النفسية والعاطفية لكل واحد منا، كما لعب دورا في مسح الحدود المرسومة بين بعضنا البعض، خصوصا وأن الضحك البيني الجماعي قد وطد العلاقات ومتن الأواصر وقواها أكثر، ولم يكن لذلك أن يتحقق لولا الفكرة الجيدة التي تقدم بها الأستاذ عبد الهادي بوسكري جزاه الله عنا كل خير.
لقد كانت تجربة رحلة جماعية إلى أدغال النخيل بالواحة مفيذة وممتعة، وألهمتنا التجربة تفعيل زيارات متكررة إلى أرجاء وهوامش المنطقة، فاليوم قصدنا شمال الواحة وغدا يجب أن نقصد جنوبها ففيها قصور لم تكتشف خيراتها ولم يتم بعد كشف سحرها الطبيعي من لدن مجموعة من الشباب .
تعليقات
إرسال تعليق