أحيانا نكتب بضع كلمات نعلم علم اليقين أنها لن تملأ
معدة أحد، ومع ذلك نتمسك ببصيص أمل في نشر مادتها وتعميمها على الآخرين، ومادة المتن
ما هي في العمق إلا ايديولوجيا نحاول نشرها وتعميمها ، وهكذا فإننا عادة ما ننبري بالمواجهة
لكل من يحاول التصدي لايديولوجيتنا ونفتح حقائب الحجج والبراهين في وجهه بكل ما أوتينا
من قوة فكرية ودهاء ومكر فني وعلمي..، كل ذلك لتأكيدها وفرضها على الآخرين، ولا نستطيع
بأي حال من الأحوال الانسحاب بسهولة من مضمار الجدل أو الدياليكتيك الدائر حولها..إلا
بعد أن نقدم في سبيلها- ايديولويتنا- جهدا جهيدا من أجل الانتصار لها..هكذا سقطنا أسرى
اللاليونة، واللامرونة، في تفاعلاتنا وتواصلاتنا اليومية، وكثير منا أصيب بجرثومة الغرور
وادعاء المعرفة؛ فيعتبر كل من يعارضه زنديقا أو شيطانا رهيبا نزل على الانسانية من
وجهة مظلمة مجهولة...
يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.
تعليقات
إرسال تعليق