أعتقد بأن تنجداد في حاجة ماسة لجيل مثقف ينتقد مختلف الأعراف والتقاليد البالية التي لا تتلاءم وما تقتضيه طبيعة العصر الآني، ولا يتعلق الأمر بإحداث الانفصال عن الهوية المحلية وإنما بإحلال منظومة من القيم محل القيم الستاتيكية الشاهدة على التخلف وبربرية التفكير وهمجية السلوك ..والرهان طبعا هو إعادة الاعتبار في طبيعة العلاقات الاجتماعية بين مختلف المكونات الاثنية للواحة، وتجاوز كل التوترات السكوثقافية التي تعيد إلى الأذهان دائما و أبدا زمن السيبة والقهر والرضوخ لقيم القبيلة .
ولن يتم هذا المشروع المجتمعي إلا في ظل تنامي الحوار والنقاش الهادف الخلاق الفاعل لا المنفعل، البعيد عن التعصب والقريب من فهم الكائن والتفكير في الممكن، لتجاوز الخلل الذي تأسست عليه البنية الفوقية التنجدادية ...
وأعتقد بأن المثقف القادر على النقد والتقييم ومحاسبة الثقافة المحلية - بصدر رحب و إرادة غلابة وتفكير سوي متوثب .. وبجرأة حقيقية لا تنكسر أمام الحساسيات والتابوهات الاجتماعية ..؛ هو وحده القادر على حمل هذا المشروع و الانعتاق به نحو الغاية و الهدف المنشود، أما المنفعل لأتفه الأشياء والمتعصب في لغته في نقاش وتحليل ما هو كائن فهو عائق حقيقي أمام التغيير، مكرس للستاتيكا وللقوى المعارضة لهذا التغيير ...
تعليقات
إرسال تعليق