كم هي جميلة لحظات طفولتنا، كنا في غاية البراءة وأوج السعادة، لم نتعلم مكر الحياة ولا دروس السادات، نعيش حياة بسيطة، فكهة وحيوية، كنا مجموعة من الأطفال حينها نرعى الغنم في أكناف حي المسيرة، وكنا نزاوج بين الرعي ولعب الكرة وتربية الكلاب الضالة ..
لم نكن نعرف حينها لا "جيل" ولا "ستيليس" ولا مزيل الروائح الكريهة، بل كنا ننام مع أوساخنا وأدراننا، وأحيانا مع حدائنا الذي غالبا ما يكون من نوع " الباهية " أو ما يسميه البعض "المخناز" نظرا لكراهة الرائحة التي تفوح منه، كنا نلعب بالمخناز الكرة، وكنا ندهب به إلى المدرسة، وكنا نردد ما كانت تردده مريم وكريم القراءة، هيا نلعب، نجري جريا، حطي الحجر وخذي الحذر...
لم تكن قلاقل الحياة على الأرض تهمنا، ولا أزمة المجتمع مبحثنا، بل كنا دائمي البحث
عن ما يشغلنا عن العالم الفوقي، فترانا نغوص في عالمنا الطفولي، نحب اللعب
والمغامرات في الحدائق والأنهار ، ونكره قيلولة النهار، نصطاد في حقول القمح الحمام،
ونعتبر التقيد بطقوس وعوائد المجتمع نوعا من اللجام، الذي يمنعنا بحق من الاستمتاع
برغد معيشنا المستقر على الأقل من الناحية السيكولوجية والسوسيولوجية
والأنثروبولودجية ...؟!
كم أنت جميلة يا لحظات الطفولة ..
تعليقات
إرسال تعليق