التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اصنع حياتك تصنع مجتمعك




إن النجاح في الحياة، يتطلب من الإنسان تحمل وزر المسؤولية التي أخذها على عاتقه كاملة غير منقوصة، لأن الميزة التي يختص بها الناجحون في الحياة تكمن في قدرتهم الكبيرة على الصبر والانضباط في ذلكم التكتيك المنظم المفضي إلى النجاح. ولم يكن لهم أن يحققوا ما دأبوا عليه لولا حجم الطاقة الكامنة في عقولهم الباطنة، عن طريق  ترسيخ منظومة من الأفكار ذات النفحة المحفزة على العمل الجد، والتخلي عن التقاعس والخمول و كل ما بإمكانه أن يمنع الذات من سعادتها المستقبلية.


  إن بناء الذات هو أساس بناء المجتمع ، فالشخصية الطموحة بإمكانها أن تحدث في مجتمعها تأثيرا عظيما ، عن طريق ما اكتسبته من خبرة التحصيل واستراتيجيات الإقناع والتأثير، أو عن طريق الرأسمال المادي الذي يحدث في البنية الاجتماعية تغييرا جذريا.

 ويتوقف نوع المشروع الذي يتغياه فرد منا في إيمانه المطلق بما يريده، ولن يعرف المرء ما يريده؛ إلا إذا حصل علما نافعا واكتسب شخصية معتدلة ومرنة ذات كاريزما ونفوذ واسع النطاق . هذا ما جعل فرانسيس بيكون يقول بأن المعرفة قوة في حد ذاتها. فالقراءة تصنع الشخص المتكامل الذي يمكنه أن يقود سفينة التنمية إلى بر الأمان.

ولتحقيق الإنسان لغايته التي ينشدها؛ لابد له من تنظيم خاص للوقت، وتوزيع الطاقة بناء على باستراتيجية الأهداف والوسائل، التي قد تفضي لتحقيق الفرد لتلكم الأهداف . كما لابد من تبني شخصية ناجحة تنشد بحق النجاح و تفكر كالناجحين ، تنضبط أكثر في مهامها و تصطنع لنفسها الخصال المحمودة كالصبر والقوة والطاقة والقدرة على الانضباط وعمق النظر و الاستبصار و قوة التأمل ، وكلها صفات تكتسب عن طريق الرغبة الجامحة التي تسكن كل ذات فاعلة في المجتمع .
إننا في حاجة ماسة لجيل مثقف  وشباب طموح ؛ يتلقى من الآن فصاعدا تنشئة خاصة ذات حمولة الغيرة على هموم الأمة و مصالحها، و تضع في رهانها التواصل و التعريف و الحوار قاعدة للتأثير بناء على الأسس العلمية المدروسة.

إن تخلفنا اليوم عن ركب التقدم و مقارعة أعتد الإمبراطوريات التكنولوجية والثقافية والحضارية .. يجب أن يكون القاعدة للإقلاع والانعتاق من جديد بهذا الجسد الاجتماعي المهزوز ، و بالتالي بناء نموذج  حضاري متميز ، يضع عماده الأخلاق في المقام الأول جنبا إلى جنب مع معياره الحضاري المادي و التكنولوجي .

تعليقات

  1. موضوع هادف وفي محله أعجبني كثيرا قول الكاتب فرانسيس بيكون يقول بأن المعرفة قوة في حد ذاتها. فالقراءة تصنع الشخص المتكامل الخ.

    فالقراءة تعطينا حافز وتغذي العقول الطموحة والنيرة ..

    سعدت بما قرأت هنا كثيرا تحية ود وتقدير

    ردحذف
  2. أشكر لكما تفاعلكما و مروركما العطر مع مختلف مواضيعي ...

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...