التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من يوميات طالب -عامل

تبا !!..لم أشبع بعد من النوم ؛ ليت الليل يطول ..ليت الصباح لم يبزغ بعد ...أفففف..
حسنا : سأعد الشاي من جديد و أتناول خبزا وزيت زيتون ..و أنطلق مرة أخرى للعمل هناك في " الشانطي " ويجب ألا أتأخر مرة أخرى .
.كي لا أتعرض لانتقادات ذلك " الشاف " المغرور ..فأطرد...من جديد ...
سمير في مقر عمله في منطقة " الفطواكي بالناظور "
يا الهي !!!!.. لماذا هذا " الشاف " قاس الى هذه الدرجة التي لا تطاق معنا نحن العمال ، لماذا ..ألسنا بشرا ..ألا نمتلك الكرامة ..ألا نستحق أن نحضى ببعض الاحترام و التقدير .. فقط لأننا عمال ..فقط لأن ملابسنا متسخة ..ولا نملك الكثير من المال ...لماذا هذه المفارقات ..في هذه الحياة...؟؟؟
الشاف " موجها خطابه الى بعض العمال :
هيه ، هيه ،..و الحمار يا قلت ليك ما تعبرش الرملة من الهيه .. سير ل هديك لخرا ..و عبر فيها ألمصيبة الكحلا ..تفووا على بشر .. ميغد سافا با ...؟!!!
و أنت سير هز السيما ، يالعزوا و جيب معاك الما يالله سربي ...
وانت يقصد ( سمير ) علاش كاتحنزز فيا هكاا.. واش ماكاين ما يدار تفوووو..
كان سمير مشمئزا من الأوضاع التي يعانون منها كعمال في مجال البناء ..و للطريقة الحيوانية التي يعامل بها العامل؛ كبضاعة و ليس كأشخاص يمتلكون الكرامة و يفرضون الاحترام و التقدير ...رغم دورهم الفعال في المجتمع....
لكن ما عليه الا الصبر ..و التريث فهذه التجربة للاعتبار و المعرفة و فهم هذا المجتمع المادي أكثر ...
من شدة معاناته فكر في الكتابة و التعبير عن هذا الواقع المهزوز : فكانت أولى كتاباته معنونة ب *** أول سفر ***

يوميات الناظور **** أول سفر ****
لقد اصطدم حقا بالواقع المعاش . في تلك الأرض التي كان معظم أهلها يجهلون مدى خطورة سوء الظن بالآخر ..لقد تحمل قساوة الظروف التي مرت به أنداك، وبديهي كل البداهة أن يصبح متوجسا و حذرا، إلى حد سيعتقد فيه أن كل الناس هناك أشرار..
لقد فقد ثقته بالغير !!!..وهدا أمر وارد لأمثاله ، خاصة وان السفر كان الأول في تاريخه..
كان المسكين يعتقد أن الحياة ستسير وفق نظام منهجي مدروس ..لكنه حدث ما لم يكن في الحسبان .. لقد وجد أمامه مجتمعا لا يعرف الرحمة؛ مما جعله يصاب بالإحباط في بداية تجربته التي اعتقد فيها حقا أنها لم تكلل بالنجاح...
و هنا كانت البداية ليدون ما يكتبه من أحداث حياته في كتابه ** حياة حامل الجرة ** و تأملاته العميقة في الحياة في كتابه السري*** فلسفة حامل الجرة في الحياة *** ومقالاته المتنوعة في دفتره *** مقالات الجرة ***
في هذه السلسلة سأعرض لكم أيها الاخوة الأجلاء بين الفينة و الأخر لمقتطفات و نفحات مختارة مما كتبت ودونته .. و ذلك في اطار بناء نوع من التواصل و المحبة .. و التعاون ..بيني و بينكم جميعا دون استثناء ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل ...

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في أعمال عبد الرحمان المالكي - مكناس

saidi.samir89@gmail.com مقدمة نظمت جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه 16 ماي 2016 ندوة فكرية حاضر فيها أساتذة وأكاديميون احتفاء بأحد أعلام السوسيولوجيا المغربية في الوقت الحالي، ويتعلق الأمر بالأستاذ عبد الرحمان المالكي صاحب كتاب "الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب. ويعتبر الكتاب على حد تعبير جل المحاضرين نموذجا يحتدى به منهجيا للباحثين في مجال السوسيولوجيا عامة وسوسيولوجيا الهجرة بصفة خاصة، بالنظر لغنى الترسانة المنهجية المعتمدة فيه، وللحذر الإبيستمولوجي الكبير الذي أبداه ويبديه الرجل في كل أبحاثه بما في ذلك كتابه الأخير، الشيء الذي جعله متوجسا من نشر دراساته.  لقد كان عبد الرحمان المالكي في ذلك حريصا كل  الحرص على مراجعة بحثه بعناية وبشكل دؤوب، كما كان علاوة على ذلك شديد الحرص على التأني في الكتابة، لأن السوسيولوجيا عنده ما هي إلا تأن وحذر . إن الكتابة السوسيولوجية هي المراجعة المتفحصة للفكرة تلو الفكرة وللمنهج المعتمد في التقصي،  لذلك لازم الحرص والحذر إصدار كتاب "الثقافة والمجال" رغم حاجة المجتمع المغربي ...