التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عندي أمل ..




















يجب أن نبكي دما على فقدان مفكر بارع بدل التهجي على فقدان لاعب كرة القدم أو خسارة البارصا أو الريال أو نجم من نجوم الفكاهة و المرح و اللهو و التسلية ...فالمشكلة الملحوظة على مجتمعنا انه لا يقيم أي وزن للمفكر الذي يشكل عقل المجتمع وموجهه، و بالمقابل هناك انسياق شعبي هائل ومرعب على النجوم؛ مقدمي الفرح و المرح و الترح ، و الفرجة على الإعلام الأسود؛ الذي منعنا بحق من التفكير النقدي في واقعنا اليومي المعيش ، بمشاكله و همومه وظواهره المرضية التي تجتاحه وتنخره و تقوض ما تبقى من أساسه الواهي ..






لقد ودعنا قبل عدة شهور مفكرون أفذاذ قدموا الشيء الكثير لهذا المجتمع العليل، لكن من منا يخلد ذكراهم ؟ من منا بكى بحسرة على رحيلهم ؟ من منا انشغل باله بضرورة السير على منوالهم وإتمام مخططاتهم الساعية إلى إبدال هذا المجتمع المقنع بمجتمع الجدة و الرفاه العلمي و المعرفي و الاقتصادي و الاجتماعي ، من منا فكر في إتمام مشروع عبد الكبير الخطيبي لبناء سوسيولوجيا وطنية ؟ من منا اعتبر من أفكار إبراهيم الفقي الذي ودعنا على حين غرة ؛ في تنمية الذات و تطوير القدرات، من منا حزن حزنا أليما لفقدان مفكر بارع ، ولمرض آخر؟ ولتهميش مجموعة أخرى ماديا ومعنويا ؟








من منا انتبه الى الموت المفاجئ لبعض مفكرينا المزعجين وطالب باعادة التحقيق في قضاياهم ؟ من منا.. من منا.. من منا.. ، فعل ولو شيئا نضا في سبيل حياة مثقف ، ورجل علم و أدب ؟


أملي اليوم أكثر من أي وقت مضى ألا يجد الكتاب راحة بعد الان في رفوف المكتبات و الخزانات السوداء القاتمة ..و أملي؛ أن يزاح الغبار عن كتب لم تلمس مذ وضعها التجار ورصفوها في الرفوف منذ أمد بعيد ..و أملي كذلك بعودة بائع الكتب إلى مهنته القديمة وكله ثقة في أن كتبه ستلتقط قبل نشرها تحت أشعة الشمس وزخات المطر ..






أملي في ألا تنعم موظفات المكتبات السوداء القاتمة ، بالمزيد من الراحة و الخلود إلى الكسل بعد الآن، لا لشيء إلا لأن شباب يعدون بالمئات ، واقفون هناك خلف الشباك و على أصابع أقدامهم - ينتظرون بفارغ الصبر دورهم لاقتناء كتاب أو مجلة علمية و أدبية ..أملي أن نتنافس على القراءة و الكتابة و الإبداع و ليس فقط على الهندام و المظاهر الخادعة..و المزيفة ...


أملي أمل كل غيور على أمته ومجتمعه أن يكون وزن المثقف ذا باع وذا قيمة مثلى تماما كما هو وزن لاعب الكرة أو نجم سينمائي شهير ...

تعليقات

  1. صدقت عزيزي حامل الجرة .. والله نأسف كثيرا وتدمع قلوبنا لموت مثقفينا وعلمائنا ومفكرين موضوعك جميل الطرح والمضمون لك مني كل التقدير والاحترام

    ردحذف
  2. مساء الخير اخي حامل الجرة
    بكل اسف لم تعد القراءة شيئا مهما لشباب ثقافتهم مادية وتربوا على قيم مايدة كذلك
    نحن في زمن موغل في القبح والسواد لذا بعد سنوات ستغلق المكتبات العامة والمدرسية ابوابها
    وسيكتفي الناس بالرقميات ان قرأوا اساسا
    لك تحياتي

    ردحذف
  3. صباح الغاردينيا حامل الجرة
    للأسف كما ذكرت أصبحت الكتب تنعب بمزيد من الغبار
    وينعم الشباب بمزيد من التدني ..ولكن لازال هناك أمل
    أن ينتبه الكثير لمخزوننا الأدبي ورحم الله كل مفكر وكاتب ترك خلفه حرف وقلم يشهد بتفرده "
    ؛؛
    ؛
    مصافحة أولى لعبق الحرف
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
  4. صباح الخير
    بداية أتمنى أن تقبلني متابعه جديدة لمدونتك الهادفة:)

    موضوع رائع لامس الجانب المؤلم الذي تمر فيه بلادنا العربية من تجاهل للثقافة والمثقفين والسير بلا هدف وراء من لا يفيد ولا يستفاد منه والتقديس المفرط للعقول التي فقدت صوابها فأصبحت من معالم العصر وأصبحت تتبع من كثير من العرب
    أعتذر عن الاسترسال
    دمت بخير

    ردحذف
  5. كلمات تؤتر فى النفس كثيررا .. شكرا لك اخي
    تقبل تحياتى ومروري
    نور

    ردحذف
  6. لقد صدقت قولا ياصاح , ورحم الله العلامة الشهير ابن خلدون اذ يقول "المغلوب مولع ابدا بتقليد الغالب"والسلام

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل