لقد قطع على نفسه ميثاقا بأن يعتمد على نفسه عن منأى من أهله ومدينته... وأن يصبر على مشاق السفر، ووحشة الاغتراب.. و أن يسير في سرداب الحياة بلا هوادة، وقلبه مفعم بالأمل، بهذه العبارات أرق إلى فؤاده ومضة أنارت له كل السبل
، و استحثته على متابعة المسير قدما لتحقيق المبتغى، فكشفت النقاب عن مكامن قلقه.. و تجهم واقعه ، فانحل الديجور و تلاشى من أمامه، ليستشرف أخيرا المستقبل في غنج و خيلاء ...,وعلى هذا الدرب سار، حتى اقتنع يوما بحمل الجرة، ليجوب بها الأقطار.., ويقطع بها الزمن, بحثا عن السعادة .., وليري كل رعديد بخيس, أن الجرة لا يحملها إلا الرجال، وليس أشباههم.. يحملها أصحاب الهمة المفعمين بالقوة و الثقة والجاه، بلا نصب ولا عجرفة وتهور ...
هكذا بدأ حامل الجرة مسيرته الجديدة في سرداب الحياة، ينسف فيها كل العراقيل التي يمكن لها أن تتحول ذات يوم إلى سدّ منيع، حجارته حينا سوء الظن و عدم التفكير الأمثل في العاقبة.
azrou / hamel eljarra
تعليقات
إرسال تعليق