التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ظاهرة الراب بالمغرب




لعل المتتبع لصدى المجتمع المغربي ليكشف أنه ينقسم أمام ظاهرة الراب إلى فريقين ؛ فريق يرى بعين ناقدة رافضة هذه الظاهرة الدخيلة الغريبة ،  و فريق آخر يتراوح بين مرحب – متوجس حذر ، وبين متقبل لهذا النمط الثقافي الغريب .
وتكشف هذه النظرة المزدوجة عن وجه من أوجه الصراع المحتدمة؛ بين دعاة الانفتاح على الثقافات  العالمية و تقبل الآخر ، و بين دعاة العودة إلى الأصول و الحذر من ثقافة الآخر .
ومهما يكن من أمر،  فان ظاهرة الراب كظاهرة اجتماعية،  لقيت صدى واسعا في ثقافة المجتمع المغربي و بخاصة في صفوف  فئته الشبابية . وقبل الغوص أكثر في تفاصيل الظاهرة من الضروري جدا أن نطرح الإشكال التالي :
ما هو الراب ؟ كيف ظهر بالمغرب ؟ كيف تقبله المجتمع المغربي ليحقق هذه الظفرة و الصدى الكبير في صفوف شبيبته ؟ ما هي بعض مميزات الراب المغربي ؟.  وما هي طبيعة المواضيع التي يعالجها أو يطرحها ، و كيف يعبر عنها ؟
كيف استقبلت الدولة المغربية هذا النوع الفني التعبيري الجديد ؟
ثم أخيرا و ليس آخرا كيف هو واقع الراب المغربي اليوم و ما آفاقه المستقبلية ؟
بادئ ذي بدء؛  أود أن أعود بعجالة فائقة  إلى السياق السوسيوتاريخي لنشأة الظاهرة  و للمفهوم – الراب – أو لنقل بعبارة أشمل فن الهيب هوب ؛ الذي يعتبر فنا شاملا لمجموعة من الفنون التعبيرية و الغنائية - الإبداعية ، وما الراب إلا جزء من هذه الفنون التي تنتمي إلى الفن الشامل أي الهيب هوب .
لقد ارتبط هذا الشكل من الفنون بالمجتمع الأمريكي، و هو المجتمع المتعدد الثقافات،  كنتيجة للتطور الاقتصادي الذي شهدها هذا المجتمع وما نتج عنها من هجرات من مختلف أنحاء العالم،  الشيء الذي نتج عنه سوء اندماج بين ثقافة الأمريكيين من جهة ) الثقافة الشاملة (. و الثقافات الأجنبية أو الثقافات الفرعية من جهة أخرى.
لقد أضحى المجتمع الأمريكي إذن  نموذجا لذلك المجتمع المعقد ، حيث ظهرت فيه كل أشكال الانحراف نتيجة سوء اندماج بعض الأقليات مع الثقافة الأمريكية ، فظهرت بذلك أحياء هامشية تشكل البؤر الرئيسية للانحراف، و لعل فن الهيب هوب وجد وسطه الملائم للانبثاق أولا ثم الانعتاق ثانيا في هذه الأوساط الهامشية في الولايات المتحدة  الأمريكية ،  و بالتالي ففن الراب مرتبط جغرافيا  و ثقافيا بالمواطن المهمشة من أمريكا،  واجتماعيا بالفئات الفقيرة وخاصة في صفوف الزنوج الذين يعانون من الميز العنصري ومن الحرمان و الفقر  ؛  وقد أصبح الهيب هوب كفن أشمل و سيلة من وسائل التعبير عن هذا  الواقع المرفوض ، أما الراب فو جزء من هذه النماذج التعبيرية المنبثقة .
وقد ظهر فن الراب بالمغرب عن طريق العولمة الثقافية ، عبر وسائل الإعلام  ،  فيما يصطلح عليه بالتثاقف لدى دعاة الانفتاح ، أو بالغزو الإعلامي الثقافي لدى دعاة الأصالة و الحذر من الغرب و دعاة التغريب. . ومهما يكن من أمر فان الراب قد ظهر في المجتمع المغربي ، بيد أن ظهوره لم يكن سلسا كما يعتقد الكثيرون ، بل نتيجة لمجهودات فردية من طرف بعض مغنوا هذا الفن التعبيري الجديد؛  الذين اجتهدوا  و أرسوا الأعمدة الأولى لتألق الراب بالمغرب ، . ضاربين عرض الحائط كل الانتقادات الموجهة إليهم من طرف القاعدة الجماهيرية المغربية ، معتمدين على أنفسهم لا على الحكومة التي لم تولي أي أهمية لهذا الفن الشبابي الدخيل .
ومن بين مميزات الراب المغربي الذي ناضل من اجل احتلال مكانة فنية مرموقة بالمغرب ؛ إدخال بعض الآلات المغربية الأصل و الصنع إليه ، ناهيك عن إقحام بعض المقاطع الموسيقية المحلية التراثية فيه ؛ كمقاطع من أغاني ناس الغيوان ، و جيل جلالة مثلا . كما أن الراب المغربي يمتاز عادة بالتعبير بلغتين أو أكثر ؛ كالعربية مع الفرنسية أو الانجليزية  وكذا الأمازيغية.. وهكذا.
وكل هذه المزايا الجديدة تنم عن رغبة ًًً* الرابور المغاربة * بالانعتاق بفنهم المفضل إلى الأمام .
ويشتغل الراب المغربي على مجموعة من المواضيع و القضايا المجتمعية ، خاصة تلك المرتبطة بالواقع الاجتماعي المغربي المرير ؛ كالفقر ، البطالة ، الهجرة السرية والأمية ،  سياسة الدولة أو لنقل بعبارة أوجز؛ قضايا التخلف الاجتماعي .
كما أن الراب المغربي يهتم كثيرا بالجانب السياسي المعتم، الذي جعل الشباب المغربي يعيش نوعا من الاغتراب الذاتي  و نوعا من الاستقلالية عن الشؤون المحلية،  وكل ذلك مرده أزمة الأحزاب و فشل السياسات التنموية فشلا ذريعا ..ما أساهم في اتساع الهوة بين ما هو سياسي و بين ما هو اجتماعي مجتمعي . و بالتالي فان الراب المغربي برز كنوع من الأسلوب الاحتجاجي الرافض للواقع المغربي  كما هو ، انه بمثابة منبر يسمح للشباب المغربي الذي أغلقت و أوصدت في وجهه كل نوافذ التعبير عن همومه في المنابر السمعية البصرية المغربية – الحكومية .و هذا ما يفسر الإقبال الشبابي المتسارع على هذا الفن ، كرغبة شبابية جارفة للتعبير عن مجمل أوضاعهم النفسو اجتماعية المزرية  وكتعبير عن التهميش الذي طالهم لقرون . وعلى الرغم من أهمية هذه النقطة إلا أن هذا الفن الاحتجاجي التعبيري الرافض من حيث طرائق التعبير عنه فنيا يختلف من * رابور * إلى آخر،  ومن مجموعة راب إلى مجموعة أخرى ، فاذا كان الراب كما أشرنا سابقا هو نوع من الفن التعبيري الاحتجاجي الشبابي فان هذا الفن قد تحول عند البعض بسبب مستواهم المعرفي المتدني، أو ضعف نضجهم الاجتماعي و النفسي إلى نوع من التخبط في الكلمات ليس إلا ، أو نوع من التقليد الأعمى للنموذج الأمريكي و بخاصة في بعض الكلمات المغتربة عن الثقافة المغربية،  و التي تندرج ضمن قاموس الحشومية و الحرام و المنكر و الباطل ..الخ.
يتسم مثلا أسلوب *البيغ الخاسر *bigg  وهو مغني راب مغربي له قاعدة جماهيرية كبيرة بالمغرب ، بأسلوب غنائي متهكم  و يستخدم لغة الشارع المنحطة في كثير من أغانيه ؛ الشيء الذي عرض موسيقاه لانتقادات جمة وعديدة من طرف النقاد و المجتمع ، وكل ذلك أثر كثيرا  على ظهور هذا النجم على التلفزيون المغربي مقارنة بفنانين أقل منه شهرة بكثير .
أما أسلوب * مسلم * فيمكن القول عنه انه  أقل إثارة  و أكثر انضباطا في استخدام اللغة ؛ حيث أن مسلم يضع في حسابه مختلف شرائح المجتمع التي تستمع موسيقاه،  لهذا يولي أهمية بالغة للغته الأخلاقية التي تراعي ثقافة المجتمع المغربي .
لكن لو اعتمدنا على التحليل النفسي اللغوي لكل من أغاني *البيغ الخاسر * و *مسلم الهيبة * و غيرهما من الرابور المغاربة  لنجد ان اللغة التي يستخدمها البيغ تنم عن رفضه القوي و القاطع لواقعه، وما لغة الشارع التي يستخدمها إلا كلمات  ومفاهيم مناسبة للتعبير عن مدى الفساد الذي يعيشه المغرب كما يراه البيغ ، فمفهوم ** ولاد القحاب ** الذي يعتبر حجر الزاوية في أغاني البيغ ؛ قبل أن يكون مفهوما ينتمي إلى قاموس الطابوهات المحرمة في العرف الثقافي  المغربي ، هو تعبير واقعي،  فأبناء العاهرات موجودون بالمغرب بكثرة ، نتيجة لعوامل جمة ؛ كالانحلال الخلقي و الاغتصاب و الخيانة الزوجية ...
كما أن هذا المفهوم ينعت به * البيغ الخاسر * كل مفسد سياسي يتسم شخصه بالبارغماتية و الأنانية المفرطة .
إن أسلوب البيغ على الرغم من قداحة المفاهيم التي يستخدمها ليعتبر أكثر تعبيرا عن الواقع المغربي، هذا مع علمنا بثقافة البيغ الذي درس القانون و نشأ في الدار البيضاء كنموذج لمجتمع عضوي معقد ؛ كنه بالظواهر الاجتماعية المختلفة ، الشيء الذي سيوسع كثيرا من نطاق ملاحظات هذا المغني  المثير للجدل . و بالمقابل صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة ؟! 
لكن رغم كون البيغ مغنيا مثقفا يعبر عن واقعه بأسلوب شديد اللهجة أو لنقل بلغة الشارع المغربي ؛ فانه يندرج ضمن الأشخاص الذهانيين سيكولوجيا لا يقيم أي وزن للمجتمع و للثقافة ، وهو فنان مشمئز من واقعه ..ولغته معيار لقياس مدى اشمئزازه و رفضه لهذا الواقع.
لكن لغة البيغ على الرغم من تعبيريتها الحقيقية عن المشاهد المغربية المختلفة الفاسدة؛  إلا أن لغته تمس كرامة الكثير من المغاربة و ثقافتهم الأصيلة ؛ بحيث انه ليس كل الغاربة فاسدون و منحلون ،  فهناك قاعدة من الملتزمين المثقفين الواعين لم يقم لهم البيغ أي وزن على ما يبدو .
وإذا كان هذا هو أسلوب البيغ المناسب للواقع المغربي  في التعبير ؛ فان هذا لا يعني أن* الرابور* المغاربة ينتهجون نفس المسلك ؛ فمسلم على سبيل المثال لا الحصر ؛  يتسم أسلوبه بالالتزام و هو في كثير من أغانيه يتصور مجتمعا مغربيا أفلاطونيا كما عبر عن ذلك في أغنيته التي لقيت صدى جماهيريا واسعا * لو كان الواقع لوحة * و التي يتصور فيها مجتمعا فاضلا تنتفي فيه الشرور و الآثام و يرتكز على الفضيلة و الأخلاق..  وقد ألمح أيضا في بداية هذه الأغنية إلى الوحدة الترابية للمغرب.كتعبير واضح  عن مغربيته العميقة.
أما مجموعة* فيناير* فيمكن القول عنها أنها تهتم كثيرا بالإيقاع الهادئ و الجميل،  الذي يتناسب مع عدة أذواق و يقحمون في أغانيهم كثيرا من المقاطع الغنائية المحلية الجميلة،  مايضفي على أغانيهم صبغة خاصة ، بيد أن محتوى مواضيعهم ليس قويا كما عند مسلم و البيغ ...
وهناك مجموعات غنائية أخرى تنتهج مسالك متنوعة في التعبير؛  بعضها يولي الإيقاع أهمية فائقة  متناسيا  المضمون و البعض الآخر يولي المضمون أهمية و ينسى الإيقاع .
وإذا كان أسلوب كل رابور مغربي مختلف عن الآخر فان هذا التنوع في طرق التعبير قد منح للراب المغربي مكانة فنية لائقة وذلك راجع للقاعدة الجماهيرية الكبيرة التي بدأت تنتقي وتختار من بين الفنون الغنائية المغربية الجمة فن الراب كملاذ.
لكن كيف تعاملت الدولة مع هذا الرافد الفني  الجديد ؟
جدير بالذكر إذن ؛  إلى كون الراب المغربي قد فرض نفسه بقوة داخل الساحة الفنية المغربية ، و الدليل طبعا هو الإقبال الجماهيري المتنامي و بروز *مجموعات رابية * جديدة بين الفينة و الأخرى في صفوف الشبيبة ، لكن قبل أن يلقى الراب المغربي هذا الصدى الواسع النطاق ؛ لم تكن الدولة المغربية تساند ماديا أو حتى معنويا مثل هذا النشاط الجديد ، كما عبر عن ذلك مغنوا الراب الأولون بالمغرب ،  لكن بعد أن ضحى الرابور المغاربة الأولون بوقتهم و كرسوه لخدمة هذا الفن ؛  عبر استقطاب و كسب حب الجماهير واحدا واحدا في الشوارع  و الأزقة ، كما عبر عن ذلك* مسلم* نفسه ، حتى لقيت أعمالهم صدى واسعا و إقبالا جماهيريا ملفتا. فأخذت  الدولة المغربية بالاهتمام بهذا الوافد الفني الجديد و بدأت بإقحامه في المهرجانات الكبرى التي تقام بمختلف المدن المغربية ؛ و خاصة الفيستيفال العالمي * موازين *  الذي يقام بالرباط ؛ والذي شهد إقحاما ملفتا للراب المغربي كدليل قاطع على شعبيته و ليس ذليلا على اهتمام الدولة به .
إذن لم تكن الدولة المغربية لتهتم بهذا الفن لولا حضيته  بقاعدة جماهيرية كبيرة منافسة لأعتد النماذج الغنائية الموجودة بالمغرب ،  و نظرا لما سيذره الراب من أموال التذاكر فقد تم إقحامه في الساحة الفنية  أي في المهرجانات .
ومع أهمية هذا الجانب إلا أن الدولة لا تزال تتعامل مع الراب المغربي كنوع من الفنون التعبيرية الغنائية من الدرجة الثانية،  شأنه بذلك ليس كشأن باقي الفنون الغنائية الأخرى كالراي و الشعبي .
وخلاصة:  يبدو أن الراب المغربي لا يزال يبحث عن نفسه ، فأمام الإقبال الجماهيري المتنامي  على هذا النموذج الفني التعبيري  وأمام إصرار الدولة على التعامل مع الراب من المنطلق التجاري التسويقي؛  فان وضع الراب المغربي لا يزال غير مريح و بخاصة و أن هذا النموذج الفني يشهد كما أشرت سابقا إقبالا واسعا من الجماهير الشبابية خاصة.  كما أن معظم محترفيه ذوي مستوى علمي و ثقافي بسيط للغاية؛  و هذا يطرح ألف علامة استفهام حول مضمون الراب المغربي . هذا من جهة .
من جهة أخرى؛  فان عدم تدخل الدولة لتشييد بعض المؤسسات الخاصة بتقنين الراب المغربي و تكوين مغني هذا النموذج على الشكل الأكاديمي الذي يضمن للراب الشكل و المحتوى و الكلمات المناسبة  للسياق الاجتماعي و الثقافي المغربي قد يجعل من هذا الفن مجرد * خبط عشواء * وشكلا منحطا من غناء آخر زمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل