التخطي إلى المحتوى الرئيسي

غرور صديق ا؟


داهمته في فترة ضنك شديدة ، فحكى لي حكي الصديق القديم عن كل ما يختلجه من مشاعر  البغض تجاه ظروفه الاجتماعية و النفسية الحالكة ..
لاحت على وجهه الزاهي علامات الوهن و الضمور بسبب ما آلت إليه حياته من اكتئاب و تحسر ..فدب إلى فؤادي شؤبوب من الحزن و الكآبة ..
لا زلت أتذكره أيام الدراسات الجامعية الأولى بمكناس الزيتون ؛ كيف يرصف كتبه  وحياته باهتمام شديد ، فاستبشرت له و الجميع آنئذ بغد واعد ..وحياة زاهية ملأى بالانجازات الكبرى..غير أن كل التكهنات ذهبت أدراج الرياح؛ فأصبحت اليوم مجرد وساوس هزت أركان عرش هذا الصديق الذي تقاذفته أمواج الحياة تباعا ، حتى طوحته إلى قلب خم العزلة و الحرمان و المعاناة ..



لقد طغيت أيها الصديق كثيرا وبغيت و تجبرت بعد أن كان التواضع سمتك الأولى ..لكن بعد أن وضع الجميع على رأسك تاج الفتى الموهوب القادر على إزاحة جبل "توبقال" في سرداب حياته ..أصبت مباشرة بجرثومة المرض  والغرور ..فتغيرت بصورة فجائية؛ من سيرة ذاك الإنسان المتواضع المحبوب.. إلى سيرة ذلك المتكبر المغرور .. فاعتقدت خطأ بأن المال وحده قادر على صناعة الحياة ..وتغاضيت الطرف عن الحب و الصداقة و العلاقات الاجتماعية الناجحة مع الآخرين ...وكل ذلك زعزع  بالتالي قواعد حياتك الجديدة فسقطت مغميا عليك من شدة الفاجعة ،التي لحقت بعرشك  الذي لم يسلم من بؤس الظروف وعتمة الحياة..ففقدت أعز ما تملك في هذا الوجود الكئيب ؛ فقدت الأصدقاء ، الخلان ، الأحباب... و المدينة الفاضلة .
أعلم جيدا أيها الصديق أن الحنين والشوق  قد هاجك إلى الزمن الخالي ، بيد أن عتمة الحياة كانت أشد ديجورية في وجهك فحكمت عليك  بالانطواء  وبتأنيب الضمير ...  وكل ذلك غير مجرى حياتك بالكامل .ا؟ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل