نحن معشر البشر من يمنح الحياة ما لا تستحقه...
لأننا على أديم هذا الكوكب الفسيح مجرد عابرين إلى السكة الأخرى..
"فرعون" طغى في البلاد، فأكثر فيها الفساد، لكنه في آخر المطاف ودع فمات وفارق الحياة..
النبي "أيوب" أصيب بالمرض و الوهن، لكنه رغم ذلك صبر حتى أدركته المنية فأصبحت شيمة " الصبر" خاصيته..
محمد صلى الله عليه وسلم ولد أمينا وتوفي أمينا ..
أفلاطون كان حالما ومثاليا ..واشتهر بخاصيته هاته فمات عليها..
أما سقراط فقد كان قويا ..متمسكا بمبادئه عاشقا لأثينا..وحكم عليه بالإعدام فمات..
لقد مات ابن رشد منذ أمد بعيد..نفس الأمر ينطبق على الفارابي و الكندي و ابن سينا و الرازي و سيبويه ..وهيكل وماركس و فيبر ..لكنهم رغم ذلك أنتجوا فكرا عرفوا به..وهذا هو الفرق الجلي بين العالم و الجاهل..
الموت سيدركنا لا محالة ..وسنموت جميعا ذات يوم، لهذا لا ضرورة للتفرعن و الطغيان على هذه الأرض، فيذكرنا التاريخ في سياق الطغاة المتجبرين..
بل حبذا لو متنا على خصلة حميدة ..فيذكرنا التاريخ مثلا في سياق ذكرى الأبطال الشجعان..وليس ذكرى المغضوب عليهم و الضالين.
الحياة رخيصة وزهيدة، فلا يجب أن نجعلها أكبر همومنا...
بل حبذا لو ركزنا انتباهنا على النبل في الأخلاق ..و الأخذ بيد الضعيف ومن هم في حاجة..لأن العبر بالخواتيم.
لست متأكدا من قدرتي على إنتاج عمل ما بعد كتابتي لهذه الأسطر القليلة أم لا ..
لأن كل ما أعرفه أن الموت قريب مني ..كما أنه قريب من أي شخص آخر في هذه الحياة..
نعم: الموت قريب من أي واحد منا ..ومجرد التفكير في الموت سيجعلك تراجع نفسك و تحاسبها بنجاعة.. و تنتقدها بشدة.
كل ما أتمناه من صميم قلبي ؛ ألا يدركني الموت على ضلال أو على طريق غير مفراح..
فليسامحني كل من ظلمته في هذه الحياة الزهيدة..
وليغفر لي ولكم الله كل الذنوب وما تم اقترافه من خطايا ..
"فالإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون".
موضوع جد رائع بقلم حامل الجرة شكرا ، كثير من الناس في غفلة لايدركون ان الموت مصيرهم وبالتالي همهم الوحيد هو الدنيا التي مصيرها الفناء .
ردحذفشكرا
احييك عاليا حامل الجرة على اثارتك لمثل هذه المواضيع الحساسة .
ردحذفوشكرا جزيلا
janah lma3rifa
فلسفة رائعة وطريقة عرض شيقة تربط الماضي بالحاضر .. فكل نفس ذائقة الموت .. بارك الله فيك
ردحذفلقد أسعدني كثيرا مروركما و تفاعلكما مع موضوعي...
ردحذفشكرا جزيلا كريمة سندي و جناح المعرفة...