التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إحتجاجات المعطلين بتنجداد هل هو بداية التغيير الفعلي لواقع المدينة الفاضلة ؟

يبدو أن البوعزيزي لم يكن ينتظر يوما ما انه سيحقق هذه الشهرة الواسعة ،ذلك لأنه لم يكن يتصور بتاتا في حياته؛ أكثر من الحصول على وظيفة عمومية قارة ، يقي بها نفسه و من حوله من شبح التسول و العطالة و الحرمان ..ومن غدر و تقلبات الدهر و الزمان ..
لقد كان البوعزيزي بالفعل، مصدرا ملهما للوعي بضرورة تغيير ما يجب تغييره، و تبني ما يجب تبنيه ؛ من مخططات ناجعة على ارض الواقع، و ليس على الورق أو على ألواح رخامية ؛ تقي شعوب القرن الواحد و العشرين من شبح العطالة؛ التي هددت و لا تزال أمن و سلامة و حفيظة الالاف المؤلفة من شباب و شابات: هي في آخر المطاف طاقات مهدورة و مهمشة داخل المغرب و خارجه .

و سأعرض لكم في هذا التقرير الوجيز و المختصر، لأهم ما رافق تلكم الدعوة التي وجهتها " الجمعية الوطنية لحاملي شهادات العطالة بافركلة الكبرى "، أقصد الكبرى بمشاكلها و هشاشة مؤسساتها و تخلف ساكنتها عن ركب ثقافة المجتمع الحديث، بسب تعنت و تزمت الحكومة المغربية و تهميشها عنونة لهذه المناطق الفاضلة ،لأسباب سياسية و اقتصادية واجتماعية...
انطلقت اذن الاحتجاجات النضالية الحضارية السلمية اليوم الخميس 17 فبراير 2011، التي قام بها عدد لا يستهان به البتة من حاملي شهادات العطالة و التهميش؛ رجالا و نساء .. و كانت مطالبهم آية في المعقولة آية في القانونية و الحقوقية..آية في الانسانية و الديمقراطية ، مظاهرة ذات طابع سلمي تنم عن مدى وعيهم بضرورة ، تغيير هذا المجتمع الدي هزته السياسة البارجماتية و الرأسمالية و التي تتخذ من مراكمة رأسمال متوحش على حساب افقار فئة عريضة من الشعب و تعطيلهم نموذجا لها ، و في الان ذاته الحفاظ على الهدوء و الاستقرار السياسي الذي ينعم به مغربنا الحبيب وبخاصة على المستوى الداخلي ..
بناء على ذلك انطلق عاطلوا بل معطلوا تنجداد ، و يحدوهم أملهم الكبير في تحقيق مطالب مشروعة ، هي في آخر المطاف: حق قانوني- مطالبين الجهات المعنية بضرورة التعويض عن سنوات الضياع التي لحقتهم مذ تخرجهم الجامعي .. مطالبين كذلك بضرورة التوظيف الفعلي من أجل الحصول على استقرار مادي يقيهم من تقلبات الأيام و غدر الزمان.. تحت شعار لا للعنف لا للخراب ، نعم للتعبير عن الحقوق و باستماتة قوية ، ضدا عن هذا الواقع المهزوز و المشؤوم و ..
لا للزبونية لا للمحسوبية .. لا للرشوة و الفساد الاداري و المالي ..لا للعنف الرمزي الدي طال فئات عديدة من شعبنا عموما و مواطني اقليم الراشيدية على وجه الخصوص ..




لا لاقبار هذا الكم الهائل من المعطلين ، لا لتجحيم و تبخيس الجامعات و اعتبارها مرافة للبطالة و التهميش ..، لا نطلب أكثر من التعويض عن سنوات الضياع التي عانينا فيها من الفقر و التهميش و البطالة و النظرة السالبة و الاحتقارية للمخيال الشعبي للطالب و الجامعات بصفة عامة .. نريد رد الاعتبار لجامعاتنا و خريجيها ..نريد أن نعيش وننعم باستقرار مادي و معنوي؛ فالشغل كرامة ..و الانسان كرامة.. و العمل المناسب حق مشروع .. نعم لمغرب ديمقراطي حر بعيد عن المحسوبية و الزبونية و الرشوة .. قريب من السهر على مصلحة كافة المواطنين على اختلاف انتماءاتهم و توجهاتهم و جغرافيتهم ..لا نريد ان نؤزم الأوضاع..لأننا لا ندعوا و لانعبر الا عن مطالب معقولة و قانونية دستوية..وكل ما نريده هو رد الاعتبار لمناطقنا التي طالها التهميش و الحرمان و التبخيس منذ أمد بعيد.. فلماذا نحن مهمشون.. و لماذا نحن عاطلون .. و لماذا نحن محرومون من حق الحصول على و ظيفة في القطاع العمومي مع أننا مؤهلون..وألف لماذا و لماذا يا حكومة عباس ...




بناء على هذه المطالب المشروعة؛ التي لن نحيد عنها في أي حال من الأحوال ..بل سنسعى جاهدين؛ كل من موقعه للتحسيس و الرفض القاطع لهذه السياسة التحقيرية و التهميشية والالغائية .. التي ما هي الا أشد مظاهر العنف ضراوة، في حق شعب من الموجزين المعطلين ؛ الذين ينادون و يناشدون بكل حضارية، ووعي، و استيعاب و فهم لما يجري و يدور و يقع .. بضرورة تحقيق مطالبهم كافة ، دون مراوغات دون مكر و خداع دون تطبيق للسياسة الماكيافيلية التي نعرف جوهرها و لبها جميعا ..
اننا سنناضل و باستماتة منقطعة النظير .. و سننمي الوعي القومي ..و سنحتج بحضارية و سنسعى لاسماع صوتنا الجوهري و المقلقل و الموحد الدي يرسم المعاناة و الالام و الاحساس بالقهر الرمزي و الحرمان لكل العالم أجمع ؛ عبر المنتديات و عبر مواقع التواصل و عبر الاعلام و عبر رسائل البريد.و ...من أجل ان تحقق مطالبنا كافة، نحن الموجزين المعطلين - و التي نعتبرها عن وعي أكيد ..حقا مشروعا يجب أن ننعم به ذاخل وطننا الأمين من كل شر بحول الله ..




من هنا فالجميع مدعوون الى التآزر و التعاون و التكاثف غدا بحول الله ، على الساعة العاشرة في محطة " الطاكسيات " من أجل المطالبة سلميا و حضاريا عن مطالبنا و اسماع الرأي العام بها .. فهلموا جميعا أيها العاطلون من مختلف المناطق الفاضلة لنضع أيدينا بعضا على بعض ، و لندعوا بكل حضارية و سلم و حوار ، مختلف الجهات المعنية برد الاعتبار لطاقاتنا المشلولة ولمدينتنا الفاضلة وواحتنا الكبرى بمشاكلها و فقرها رغم مواردها البشرية المتعطشة للعمل و المحبة للهدوء و الاستقرار ...فالكل مدعون بمن في ذلك عائلات الموجزين الدي عطلوا عن العمل بسب الزبونية – بسب الرشوة – بسب تضخم المحسوبية و الفساد الأخلاقي الذي أضحى يسم مرافقنا العمومية و القطاعية...الى المشاركة في النضال و الدعوة الملحاحة لرد الاعتبار لمعطلينا المنتشرين في كل البقاع، و الذين يعدون بالمئات كما يبدوا ذلك جليا للعيان ، و ما خفي أعظم و العلم عند الله .
من هنا أقول لكم أيها المناضلون الواعون : دمتم و دمنا للنضال الحضاري القريب من العلمية و الجدية و البعيد من الخراب و التأزيم و العنف ..أوفياء و دام ملكنا سخيا و كريما و عاملا لما فيه مصلحة و طنه و شعبه و نطلب من الله العلي العظيم أن يهدي الى طريق الرشاد من هم على انحراف و على طريق غير مفراح و مسرار من وزرائنا و رؤسائنا و فاعلينا المحليين و ...تقبلوا كامل الاحترامات و التقدير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل