سمير الساعدي
saidi.samir89@gmail.com
لا زلت مؤمنا بأن هناك سرا ما خلف جذران الصمت اللعين،
خلف ماضي "الزنجي" الحزين، كيف التقيت بقوة الصوت الداخلية لتخرجني بالقوة
إلى قلب هذا المبحث القلق، لأتعرف عن كثب عن صدمة التاريخ وأفكر بمحاسبة بربرية الفكر
الهمجي الماضوي..
لازلت أتأمل باحثا في أغوار تاريخ الجرة عن فجائية التقائها
بأزمة اللون الأسود في مخيال الأبيض، عن مكر التاريخ وتمويهات الثقافة، عن أزمة التفلسف
في مجتمع تحكمه القبلية، لقد ظل الانسان أسير المظاهر وعقدة الدم والأواصر، ولم يبزغ
النقد المعرفي كهدف أنطولوجي ليزلزل عرش العصبية القبلية، راح الأسود ضحية مكر التاريخ،
وسياسة التجويع وعصبية الانسان الأبيض المتوحش، الذي سفك الدماء من أجل جرة ماء، ومن
أجل إيديولوجية وكبرياء الإحساس بأفضلية الانتماء زرعت الريبة على الأديم ، فقتلت الأرواح
أشد تقتيل، وعنفت الكرامات السوداء أيما تعنيف، فكان لزاما على البياض الناصع أن يلطخ
ماضيه بدماء الأبرياء، وحده الجاحد سينكر أن خلف القناع الأبيض "الوسيم"
تكمن البربرية والهمجية. لست من ابتكر الفكرة بيد أن التاريخ شاهد على بئيس الحوادث
البيضاء المكفهرة وصفاء الأسود القاتم. فمتى تنكشف الحقيقة ليعي أولئك القوم بأن الماضي
شوه الحاضر، وبأن الأسود راح ضحية فقره، ووظائفه، وضحية سياسة الرجل الأبيض، متى يبزغ
الوعي بالظلم الجاثم على العقول الجاهلة والأفئدة الملطخة بأدران التعصب والعنصرية.
الجهل هو السر، هو الذي طوح الأسود في قلب الألم
والعذاب النفسي منذ عقود، وحوّل الأبيض إلى وحش شرس جحود، فمات الانسان في الانسان،
وأحيا كبرياء الصفاء في القلوب ضغائن وأحقادا سفيهة.
تعليقات
إرسال تعليق