الشيء غير المقبول نهائيا في
عالم الفلاحة والزراعة يتجلى في اقتلاع الثمار قبل أن تينع ويحين موعد قطافها، ففي
ذلك ضياع للمجهودات المبذولة في الحرث والسقي والمراقبة وحراسة الحقول، والأخطر من
ذلك في حقل المعرفة، أن تكتب إنتاجا وتنشره قبل أن يحين أوان ذلك، أي قبل أن يينع
الفكر ويتجاوز مرحلة التذبذب
والأخذ والجدب، أو ما يسميه البعض مرحلة المراهقة الفكرية التي تسبق مرحلة النضج والروّية و(الاكتمال).ففي ذلك مجازفة بمستقبل الذات، وأحد أكبر أسباب استقطاب سهام العنف والنقد، غير أن التعلل بالأوان المناسب كشرط أساسي "للإنتاج" لا يعني أن يبقى الانسان أسير الانتظار وترقب النضج الذي قد يتأخر موعده، فيحرم بذلك الفرد نفسه من إنتاج كان ليكون له بعض الشأن أو كثيره، إنما المطلوب بحق هو تعويذ النفس على المحاولة والخطأ والبحث عن أسباب اكتساب الخبرة والحنكة في الولادة، وترويض العقل على السباحة في عالم الخيال الفكري، وترجمة الأفكار والمعاني والتمثلات إلى نظام من الرموز والدلالات، كل ذلك بإمكانه أن يفتح شهية التهام الروايات العالمية ويحول الأمل من سقف سطحي مرتبط "بالبطن" إلى سقف غير محدود مرتبط "بالفكر".
والأخذ والجدب، أو ما يسميه البعض مرحلة المراهقة الفكرية التي تسبق مرحلة النضج والروّية و(الاكتمال).ففي ذلك مجازفة بمستقبل الذات، وأحد أكبر أسباب استقطاب سهام العنف والنقد، غير أن التعلل بالأوان المناسب كشرط أساسي "للإنتاج" لا يعني أن يبقى الانسان أسير الانتظار وترقب النضج الذي قد يتأخر موعده، فيحرم بذلك الفرد نفسه من إنتاج كان ليكون له بعض الشأن أو كثيره، إنما المطلوب بحق هو تعويذ النفس على المحاولة والخطأ والبحث عن أسباب اكتساب الخبرة والحنكة في الولادة، وترويض العقل على السباحة في عالم الخيال الفكري، وترجمة الأفكار والمعاني والتمثلات إلى نظام من الرموز والدلالات، كل ذلك بإمكانه أن يفتح شهية التهام الروايات العالمية ويحول الأمل من سقف سطحي مرتبط "بالبطن" إلى سقف غير محدود مرتبط "بالفكر".
ولن يتأتى في نظري للإنسان الذي
يختزن رأسه بعض الطموح التعبيري أن يحقق مراده، ويفجر طاقته، إلا عن طريق تعويذ
الذات على حب الكتابة، وسيكون منطقيا أن يشرع الطامح ويبدأ بكتابة مقالات ذات فحوى
ومضمون يعرضها في سوق النقد ليعدل سذاجته، ويطور أداءه في حقل التنافس، وعليه
بعدئذ أن يطور أداءه دؤوبا ليرتقي إلى تجارب أخرى أكثر عمقا وفائدة، كان هذا مبدأ
آمنت به منذ مدة طويلة، فأنتجت مجموعة من المقالات أعيد قراءتها من حين لآخر، وفي
كل قراءة سرعان ما أكتشف أخطاء لغوية فأعيد صياغتها، وسذاجة فكرية فأعيد التفكير
فيها بروية.. طبعا إن الكتابة والنشر ليس سلبيا بأخطائه وإنما هو تأريخ للذات
وتطورها في منحنى الفكر.
تعليقات
إرسال تعليق