التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة الأعمال الأكاديمية - قراءة في كتاب؛ المسيح المنتظر وتعاليم التلمود

بقلم سمير الساعيدي
saidi.samir89@gmail.com
تقديـــــم إشكالي
بعد أن حقق العلم الانساني ثورات تكنولوجية كبرى سهلت عليه مهمة غزو الفضاء وأتاحت  له الاقتراب من مجرّات لم يكن الانسان يوما يتوقع أنه سينجح في الوصول إليها واكتشافها عن كثب، ها هو العلم يفاجئنا بعد كل ما تحقق بوصف نفسه بالمحدود الذي يبحث في اللامحدود، فلا ريب أن فضاء المعرفة فسيح لانهاية تحدّه، والعلم قاصر على الرغم من الانجازات المبهرة التي تقدسه، فكان لابد والعودة الى الكتب السماوية لكشف أفكارها التي اعتبرتها الفلسفة ذات حقبة هرطقة وخرافة، لتصبح اليوم لدى عدد من رجال الفكر حقائق مفترضة، فالحذر واجب أمام اللغز الكبير الذي يحيط بظاهرة "الكون" والعجرفة والتهور في الحكم على "الكتب المقدسة" هو أيضا نوع من الأفكار المسبقة. فمصير الانسانية مجهول وكل النظريات التي فسرت نشأة الكون مشكوك في أمرها، وحيث أن الشك يعتري بداية نشأة الكون، فإن الشك الأكبر يعتري نهايته. ولا جرم أن نعود إلى الكتب الدينية للاضطلاع على طرق تفسيرها للوضع، بناء عليه سنحاول في هذا التقرير عرض أهم أفكار ما جاء به السيد محمد علي البار في كتابه "المسيح المنتظر وتعاليم التلمود" وسنقف عند أهم الأفكار التي تشكل الشخصية اليهودية التلمودية وتصوراتها للعالم والكون ولمسيحهم المنتظر.
فما أهمية التلمود بالنسبة لليهود؟ وما طبيعة التعاليم التي يقدمها؟ ثم ما حقيقة المسيح المنتظر الذي ينتظرونه بصبر شبه نافذ ؟دد
لكل ثقافة دينية نسق من التعاليم الذي منها تستمد شخصيتها وهويتها، فإذا كان القرآن والشريعة منهاجي كل مسلم، والانجيل نموذج مثالي لكل مسيحي، فإن التوراة والتلمود هما الكتابين اللذين أطرا للهوية والثقافة اليهودية. وسنقتصر بناء على ما جاء في كتاب "المسيح المنتظر وتعاليم التلمود " الاقتصار على توضيح أهمية التلمود وطبيعة التعاليم التي يقدمها لليهود. فما التلمود ؟
كلمة التلمود لفظة عبرية تعني التعاليم أو الشريعة الشفوية، ألفها الكتبة والأحبار المقيمون في المعابد والمدارس الموجودة في فلسطين وفي بابل[1]
يتكون من متن ويسمى "المشنا" وشروح تسمى "الجمارة"، وهناك جمارتان الأولى كتبت في فلسطين "الجمارة الفلسطينية" والثانية في بابل "الجمارة البابلية" والأخيرة أطول بكثير من الأولى وتبلغ أربعة أضعافها. [2]
ويحتل التلمود أهمية كبيرة في حياة الانسان اليهودي يقول أبراهامز في هذا الصدد "لقد بقي اليهودي بسبب التلمود، بينما بقي التلمود في اليهودي" ويقول فابيان في كتابه التلمود البابلي: "الحياة اليهودية مؤسسة إلى حد كبير حتى هذا اليوم على التعاليم والأسس التلمودية، فطقوسنا وكتاب صلاتنا واحتفالاتنا وقوانين وأسس أخرى كثيرة مستخرجة من التلمود"[3]
وقد أوضح حاييم الزعفراني في مقدمة كتابه "ألف سنة من حياة اليهود المغاربة" أن الثقافة اليهودية ظلت تستمد أسسها من تعاليم مستقاة من التوراة والتلمود والهلاخا، ويمكن القول بناء على ما سلف، بأن استكشاف متن التلمود ما هو إلا استكشاف للشخصية اليهودية،  ورغم أن التلمود هو الكتاب الثاني لليهود بعد "التوراة" (العهد القديم) إلا أن بعض التعاليم التلمودية ما انفكت تؤكد بأن للتلمود قيمة مشابهة للتوراة إن لم تكن أكبر. فقد جاء في تعاليم التلمود بأن "أقوال الحاخامات هي أفضل من أقوال الأنبياء، كما أن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها و لا تغييرها ولو بأمر الله" وهذه العبارات توضح القيمة التي أولاها اليهود للتلمود بوصفه منهاجا مقدسا وجب التقيد به، والواقع أن محمد علي البار قد عرض مجموعة من التعاليم التي تبدو بالنسبة لغير اليهود "غريبة" ومن بين تلكم التعاليم نذكر:
الاسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، وإذا ضرب أممي إسرائيليا فكأنما ضرب العزة الالهية، ويستحق الموت، ولو لم يخلق اليهود لانعدمت البركة في الأرض، ولما خلقت الأمطار والشمس، والفرق بين درجة الانسان والحيوان كالفرق بين اليهودي وباقي الشعوب..[4]
والأجانب غير اليهود كالكلاب، والأعياد المقدسة لم تخلق للأجانب ولا للكلاب.. والكلب أفضل من الأجنبي لأنه مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب، وليس له أن يطعم الأجنبي أو أن يعطيه لحما بل يعطيه للكلب لأنه أفضل منه. ومن تعاليم التلمود البابلي المليء بالآراء المتناقضة وأحكام وطقوس وفنون السحر حسب علي البار ما يلي: " من رأى أنه يجامع والدته فسيؤتى الحكمة ومن رأى أنه يجامع أخته فنصيبه نور العقل " (ص 76)
أما الخارجون عن دين اليهود وملتهم فهم في نظر التلمود خنازير نجسة، وقد خلق الله الأجنبي على هيأة إنسان ليكون لائقا لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم. كما أن أرواح اليهود مقدسة يصفها التلمود بأنها جزء من الله كما أن الابن جزء من والده[5] ، وجاء فيه أيضا " إن الأمميين (الجوييم) أي غير اليهود ليسوا سوى حيوانات متوحشة، حقوقها لا تزيد عن حقوق الحيوانات الهائمة في الحقول. ونظرا للتعاليم "العنصرية" التي يزخر بها متن هذا الكتاب فقد حرص اليهود جراء ما ألحقهم به هذا الكتاب من تعنيف في أكثر من بقعة في الأرض على عدم نشره، وجعله فقط محصورا بالذات بين الأحبار وقد عرض علي البار مجموعة من المذابح التي ساهم التلمود في جنيها على اليهود لما فيه من شتائم لعيسى ابن مريم[6].كمذبحة إيطاليا وفرنسا واسبانيا في عهد الملك فرناندو وإيزابيلا..( أنظر ص 80). وأشار الأستاذ في موضع آخر إلى أن الفريسيين[7] هم الذين كتبوا متن التلمود (المشنا) وقد أكدوا أن تعاليمه أهم من تعاليم التوراة ذاتها( أنظر الصفحة 35). وعن أهم الشخصيات المشهور بتأليف المشنا (التنائيم) أو معلموا الشريعة، فقد كان أولهم الحاخام هليل سنة 10م أما آخرهم فكان يهوذا هاناسي، وبينهما تحضر شخصيات حاخامية من قبيل؛ عقيبا، اسماعيل، مئير، ويتكون المشنا من مباحث ستة تسمى شيداريم أي أحكام، وكل سيداريم مكون من عدد من الرسائل أو المقالات التي تدعى "مسكتات" يبلغ مجموعها 63 مسكتة أو مقالة، وتنقسم كل مسكته إلى عدد من "البرقيمات" أو الفصول وكل برقيم مقسم إلى مجموعة من التعاليم "مشنايوت" (ص 45)، وعلى الرغم من أهمية التلمود في حياة اليهود إلا أن هناك من الطوائف من رفضها، ويتعلق الأمر ها هنا بطائفة الصدوقيين[8]. وقد ظهرت في القرن الثامن والتاسع الميلادي طائفة "القرائن" اليهودية وينتمون لمدرسة الحاخام "شماي" وترى هذه الطائفة بان التلمود بدعة في الدين،  وقد عرف عن هذه الطائفة تأثرها بانتصارات المسلمين المدهشة وبالمباحث والعقائد الاسلامية (ص 53) وإذا كان الرفض حال الصدوقيين والقرائن فإن اليهود الأرثودوكس من جهة أخرى أكثر إيمانا بالتلمود، مقارنة باليهود المحافظون والاصلاحيون.
ويزخر التلمود البابلي خاصة بأشكال السحر والشعوذة، فقد تعلم اليهود السحر والتنجيم عندما نفوا إليها منذ عهد نبوخذ نصر "بختنصر" وتفننوا فيهما وأصبحوا هم عمدة السحرة في العالم (ص 72)، وتسمى الطائفة التي تفننت من الأحبار في السحر "المسريميون" Misramties وهم يستخدمون رموز الأعداء والطلسمات والدم في طقوسهم البغيضة. (ص 73) .
ويحكي التلمود قصصا غريبة عن الله الذي ينام (كما يصوره أحبار يهود) في الليل ويعمل في النهار، ويدرس التوراة ويلعب مع الحوت ملك الأسماك، كما ان الله يبكي ويزأر قائلا:  تبا لي؛ إشارة لإحساسه بالذنب لتشتيت أبنائه اليهود، كما أنه يدعوا على نفسه بالويل.  كما ان الله يعشق المحارم واللحم المشوي، وهو مخدوع من طرف زوجة موسى كما يزعم سفر الخروج، ويجلس في التابوت كما يزعم صموئيل الثاني، إن الله كما يصوره اليهود إله منهزم اعترف بخطأه الفادح أمام السنهدرين وسحب جميع أقواله في هذه القضية (ص 101)
وأما حديث الكتاب عن المسيح الدجال فلم يخصص له عبد البار حيزا كبيرا،  رغم أن التلمود يعتقدون بانهم لكي يسيطروا على العالم نهائيا، ويستملكون باقي الأمم يلزم أن تقوم الحرب على قدم وساق حتى يملك ثلثا العالم، وهذه الحرب التي ينتظرونها يسميها التلمود dragon war"، وبعد هذه الحرب سيظهر المسيح المنتظر وتخضع له جميع الشعوب وتقوم بذلك دولة اليهود العالمية، (ص 6) ويرى علي البار بان اليهود وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية يعملون على اقناع النصارى بان عودة اليهود الى القدس هو تحقيق للمعتقد التوراتي بقيام مملكة اسرائيل وظهور المسيح المنتظر. (ص 7) كما أن هناك عشرة مليون مسيحي أمريكي منظم لهذه الجمعيات التي تعمل لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه، لأن المسيح حسب زعمهم لا يظهر إلا بعد بناء الهيكل وقيام حرب عالمية مرعبة سماها الكتاب المقدس "هرمجدن" (ص 7) واستند علي البار إلى احاديث منقولة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، تؤكد صحة وحقيقة ظهور المسيح المنتظر في آخر الزمان، بان من علامات آخر الزمان خروج المسيح الدجال الأعور اليهودي الشاب القطط الجعد الشعر، ذي العين الطافية كأنها عنبة والمكتوب بين عينيه كافر والذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف عند رؤيته (ص. 5)، كما أنه أكبر فتنة في الأرض ولا يخرج إلا بعد أن ينسى ذكره في المنابر أو خلة بين الشام والعراق، فيعيث في الأرض فسادا وأن معه سبعين ألفا من اليهود عليهم التيجان.
ملاحظات واستنتاجات
بعد هذا العرض المقتضب لمادة هذا الكتاب من الضروري تسجيل بعد الملاحظات المبدئية في هذا الصدد، من هذه الملاحظات ما هو مرتبط بالمنهج المتبع في التحري والتحليل من جهة ، ومنها ما هو مرتبط بفحوى ومضمون المادة التي قدمها الأستاذ "علي البار من جهة ثانية.
وأما الملاحظات المنهجية فيلاحظ كثرة التكرار واجترار الأفكار فيما بين الفصول، وكأنها كتبت في فترات متقطعة أو على شكل مقالات مستقلة جمعت على حين غرة.
 كما ان من بين أهم الملاحظات المنهجية التي سجلت غياب شبه تام لاحالات النصوص المستوحاة من التوراة، فنجد صاحب الكتاب يستشهد بنص أو نصين من التوراة دون الإحالة إلى رقم النص وأحيانا عدم الاحالة إلى سفره.
أضف إلى ذلك وجود نوع من عدم التوازن بين قطبي مفهومي العنوان؛ إذ من الملاحظ أن ما خصصه علي البار لمناقشة "تعاليم التلمود" أكبر بكثير من حجم الأفكار المخصصة لمناقشة قضية "المهدي المنتظر"، علاوة على استخدامه أحيانا لمفهوم المسيح "الدجال" بدل المسيح "المنتظر" وفي ذلك بعد عن الموضوعية في التعامل مع الموضوع وحضور للبعد الايديولوجي.
وأما من ناحية المضمون فلا شك أن مادة الموضوع غزيرة بالمعلومات وبالقضايا والتصورات، والموضوع بطبيعته محط سجال فكري منذ الماضي، "فالناس" أمام "المسيح المنتظر" فريقان، فريق يؤمن به جملة وتفصيلا تأثرا ببعض التعاليم "الدينية" التي تحدثت عنه كثيرا، وفريق آخر لا يؤمن به ويعتبر قضية المسيح المنتظر مجرد أسطورة توجد فقط في خيال بعض الناس، وهم بذلك جاحدون منكرون رافضون لفكرة ظهوره، ، وإذا أردنا أن نضيف الفريق الثالث فسنطلق عليه فريق "الباحثين" الذين يشتغلون ويبحثون في موضوع المسيح المنتظر بتبني ثقافة "الحياد" ويؤمنون بالبحث الدؤوب لفهم الوضع دون الانتصار لطرف على حساب آخر إلا بحضور "حقيبة" كافية للحجج التي تنفي هذا و تثبت ذاك، والواقع أن القضايا المرتبطة عادة "بالغيبيات"   و"الميتافيزيقيات" عجز العقل البشري عن الوصول إلى حلول قاطعة وحاسمة لها، خصوصا إذا كانت نصوص "دينية" قد تحدثت عنها، وربما كان حريا بنا أن نطرح الاشكال التالي لكي يكون عملنا أكثر "علمية" وحيادا: ما هي الأدلة التي يقدمها "الرافضون" لفكرة ظهور المسيح المنتظر؟ وإلى أي حد يمكن الاطمئنان إلى حججهم خصوصا في مسألة رفض أحاديث وأقوال "الأنبياء" و"الحاخامات" وكثيرا من "الفقهاء" ؟  ثم ما هي الأدلة التي يقدمها المناصرون "لحقيقة" ظهور المسيح المنتظر، وكيف يستشهدون على ان نصوصهم التي تحدثت عنه، لم يمسسها التحريف والتزييف؟
هي إشكالية ستظل معلقة إلى ان يتم البحث فيها بكثير من الروية الفكرية والبحث المعمق الرصين..؟!




 [1]محمد علي البار، المسيح المنتظر وتعاليم التلمود، ط1 ، 1987 الدار السعودية للنشر والتوزيع ، ص 23

[2] نفسه، ص 24
[3] نفسه، ص. 54
[4]  ص، 11
[5]  ص12
[6]  من بين ما كتب اليهود في تلمودهم عن عيسى بن مريم ما يلي: " يسوع الناصري موجود في لجّات الجحيم بين الزفت والقطران والنار. وأمه مريم أتت به من زناها  بالعسكري يوسف باندارا، ويسوع المسيح ارتد عن دين اليهود وعبد الأوثان. والمعجزات التي قام بها عيسى، كانت بقوة السحر الذي تعلمه أثناء رحلته إلى مصر.. وأنه تعلم ما كان يقوله للناس على يد حبر مطرود من الكنيس اليهودي لهرطقته وكفره، ويدعى ذلك الحبر يوشوابن برخيا الذي حكم عليه السنهدرين أو المحكمة العليا؛ بأن يلقى بين قرون أربعمائة كبش حتى يموت..
[7]  الفريسيون فرقة من أحبار اليهود، ظهرت على مسرح العقائد اليهودية في القرن الثاني قبل الميلاد، هم الذين آذوا المسيح واتهموا أمه  مريم بالزنا وحاولوا قتله وصلبوه وافتخروا بذلك، ويقال بأن الفريسيون من أتباع عزرا المتوفى سنة 444 قبل الميلاد. يقول القرآن وقالت اليهود عزيرا ابن الله " سورة التوبة آية 30. يؤكد هؤلاء على أن تعاليم التلمود أهم من تعاليم التوراة ذاتها..
[8] يعرفون بتنافسهم الشديد مع الفريسيين 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل