خصوصيات المجتمع الواحي الفركلي
قبل الشروع في تحديد مختلف المراسيم والطقوس وكذا الأعراف المرافقة لأعراس جماعتي إقبليين وأيت مرغاد بواحة فركلة، دعونا نلقي نظرة عن أهم المميزات السوسيوثقافية التي ينفرد بها هذا المجتمع عن سواه، والتي قد تؤثر في نظرنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في اختيار الزوجات والأزواج، خصوصا عندما نكون على ذراية تامة بأن المجتمع الواحي الفركلي تعشش فيه عدة مجموعات إثنية ك"الحراطين" أيت مرغاد" أمازيغن، إكرامن، أيت باعلي أوحماد، الشرفاء، إسمخان، وكذا عدد لابأس به من عائلات تنتمي إلى آيت عطا. فما هي أهم الخاصيات التي تميز العلاقات بين المجموعات الاثنية بالواحة.
تتسم العلاقة بين هذه الجماعات الاثنية بنوع من الانطوائية والتقوقع خصوصا عندما يرتبط الأمر بمسألة الزواج، فالأعراف والتقاليد الموروثة منذ الأزمنة الماضية تجعل من الزواج المختلط أمرا صعبا، ويتعقد الأمر عندما نكون بصدد جماعتي أيت مرغاد واقبليين، فإذا كان من الممكن تصور زواج الحرطاني من مرابطية أو مرغادي من شرفاوية أو تامزيغت فإن إمكانية زواج أيت مرغاد واقبليين أمر مستبعد في ثقافة واحة فركلة، ورغم أن هناك نماذج خرقت القاعدة إلا أن العرف مارس عليهم عنفا وقهرا جعلهم يهجرون ديارهم تهربا من ضغط المجتمع القبلي المحلي.
والواقع أن هيمنة منطق الزواج من نفس الجماعة الاثنية داخل هذا السياق قد قوى من جهة أخرى من حس الانتماء الى المجموعة الاثنية وحدد لكل واحدة منها خصائص تنفرد بها عن الأخرى فيما يخص الاحتفال بهذا الطقس أو ذاك، وسنحاول في هذا البحث كشف أهم خصائص الاحتفال بالأعراس وكذا الطقوس المرافقة لهذا الاحتفال من خلال نموذجين يشهد لهما المجتمع الواحي الفركلي بالقوة والفرادة في هذا الجانب وأقصد بالضبط جماعتي إقبليين "الحراطين" وأيت مراغاد"
1) الطقوس الاحتفالية في أعراس اقبليين:
أ) تاقرفيت ظاهرة أنثروبولوجية
في عمق الثقافة الحرطانية بواحة فركلة نجد أن تاقرفيت تحتل أهمية قصوى في تحديد مسار العلاقة بين الذكر والأنثى، فإما أن العلاقة تبنى بطريقة خطية تتوج بالزواج وإما أنها قد تصبح مجرد علاقة عابرة، وتشهد الثقافة الشفوية عن أهمية الحب الذي يتم استنباته عبر تاقرفيت من خلال القول المأثور "باهبي" الذي يقول:
أييه أيدانياوا
إكجمعن سين إمران أتين أغجديم أيدانيياوا
واييه أيدانيياوا
أركرزان اللوز أمروفين أرسار تغلي تافويت زيك أيدانيياوا
التعريب:
ما أفضل أجواء إلتقاء العاشقين عندما يتقاسمان معاني العشق والحب، ويشتركان في- فعل رمزي في الثقافة الأمازيغية- كسر اللوز أي التناجي بالكلام الجميل "الغزل"، ويتمنيان لروعة الأجواء التي يقضونها معا، أن يطول النهار، لأن غروب الشمس يعني انتهاء المدة المسموح بها من ثقافة المجتمع المحلي لتاقرفيت.
إن تاقرفيت ظاهرة فريدة تمتاز بها جماعتي اقبليين وأيت مرغاد بخاصة، وهي مرحلة مهمة في حياة كل شاب وشابة إذ تقوم بنوع من الاعداد النفسي قبل دخول قفص الزوجية، فتاقرفيت تتيح للشاب التعرف على محبوبته بصورة أفضل ، كما تتيح للفتاة معرفة محبوبها أكثر، ما يتيح لهما استنبات الحب الذي يعتبر القاعدة الأساسية للزواج عند أيت مرغاد وأقبليين على حد سواء. غير أن لتاقرفيت ضوابط لابد من ذكرها في هذا الصدد؛ فالمجتمع الواحي تؤطره تعاليم الدين الاسلامي وبالتالي نجد هذا المجتمع يجرم كل السلوكيات الخارجة عن نطاق "الشرع" وإن كانت تاقرفيت حاضرة في هذا المجتمع فلأن لها ضوابط تحددها بشروط؛ فغروب الشمس، والتجول على مسافة بعيدة من القصور يجعلنا نخرج عن نطاق تاقرفيت، وبالتالي فهذه الظاهرة إنما تقام في ساحات القصر أو في حقول النخيل قرب المارة وأي تمرد عن الشروط يعتبر خرقا للعرف والتقليد.
ويمكن لتاقرفيت أن تتم على شكل مجموعات؛ فمثلا يمكن لعدد من الشباب المقبل على الزواج ذكورا وإناثا؛ أن يتبادلوا أطراف الحديث أو أن يتجولوا معا في الحقول. والهدف من هذا كله تكوين أسر مستقرة محبة وصامدة أمام تقلبات الدهر والزمان.
فعندما يتوصل المعشوقين الى اتفاق فيما بينهما فما عليهما إلا اخبار دويهما بالأمر حيث يقومون بدورهم بإعداد العدة للخطبة.
إن تاقرفيت ظاهرة انثروبولوجية امتازت بها مجموعات إثنية دون الأخريات، وحيث أن المنطق السائد يقضي بالزواج من نفس الجماعة الاثنية، على اعتبار أن خرق هذا المبدأ تمرد وزيغان عن أهداف القبيلة وتوجهاتها فإن الثقة كبيرة بين أبناء نفس القبيلة خصوصا عندما يكون طرفي العلاقة من نفس القرية، حيث تنتظم القرية كنسق متناغم ومعروف، وهكذا يمارس الضمير الجمعي رقابة مفروضة يشكل كل حركة زائغة، عن نطاق المتعارف عليه.
ب) مرحلة الخطبة:
بعد اتفاق مبدئي بين أهالي الشاب والشابة والذي عادة ما يقرن بتوجه والدة الشاب رفقة أحد من ذويها أو صديقة من صديقاتها لتخبر أهالي الفتاة برغبتها لابنها، وتتم هذه المرحلة الأولية بنوع من الهدوء والسرية خوفا من عيون الشر والنفوس اللوامة بالسوء، وإذا كان الاتفاق المبدئي قد خرج بنتيجة ايجابية فإن أهالي الفتى والفتاة عادة ما يتفقون على اليوم الذي ستقام فيه الخطبة "توترا"، وفي هذه المرحلة يحمل أهالي الشاب ما يسمى ب"تازكاوت" وهي عبارة عن جملة من الهدايا كالسكر والقمح والتمر، والملابس وأشكال مختلفة من الأحدية والاكسيسوارات وأشياء أخرى من هذا القبيل تحمل إلى الفتاة على شكل موكب أنيق؛ حيث يلبس الجميع أفضل الملابس ويتعطرون بأفضل العطور وعندما يصلون الى المنزل المستهدف، يقيمون نوعا من الأحيدوس الخفيف الضريف، وتلعب الزغرودة دور الاعلام المخبر، إذ عادة ما تتقدم امرأة كبيرة في العمر لتزغرد معلنة عن بداية احتفال اندماج عائلتين.
وفي هذه المرحلة قد يحضر "لعدول" مباشرة لترسيم وتقنين الخطبة، وقد يتم ذلك بعد الاحتال بأيام قليلة، وتعتبر هذه المرحلة " الخطوبة " مهمة بالنسبة للشريكين إذ يتم فيها زيادة تعارفهما أكثر ويتم الاتفاق على كل تفاصيل حياتهما حتى أنه ما أن تصل مرحلة الاحتفال بزفافهما حتى تجدهما قد حققا معرفة تامة، وتناغما قويا فيما بينهما، ما يوطد الأواصر بصورة أفضل بين طرفي العلاقة هذا في حالة ما إذا كان الخطيب حاضرا في الواحة، أما إن اضطرته ظروف العمل للابتعاد عن خطيبته لانهماكه في جمع أموال الاحتفال فقد يفي الهاتف المحمول اليوم بالغرض، وقديما لم تكن هذه التقنية متاحة فتتولى تاقرفيت الأمر.
أما فيما يخص عائلتي الطرفين في هذه المرحلة بالذات فينهمكون بدورهم للاعداد للعرس، فيقتنون شيئا فشيئا كل الضروريات المادية بما في ذلك عجلا أو عجلة حيث يتم تسمينها لأسابيع أو شهور لعلها تفي بالغرض وتمسح ماء وجه العائلة، وكلما دنا اليوم الموعود لاقامة الاحتفال إلا ويزداد الاستعداد أشده من لدن العائلتين، فهناك من يهتم بارسال الطلب الى المدعويين شفهيا، وهناك من يهتم بجمع الطبول والمزامير، وهناك من يهتم بتنظيم المكان لاقامة الاحتفال وما أن يصل اليوم الموعود حتى يكون الفضاء جاهزا لاقامة الإحتفال بالعرس.
ج) طقوس الاحتفال وإقامة العرس:
يبدأ العرس هنا (أي في دار الفتاة المخطوبة ) وهناك ( في دار الخطيب) باحتفالات ساخنة تبدأ باحضار العجل السمين من الحضيرة الى مكان مختار بعناية فائقة لاقامة الاحتفال الكبير، يجر العجل ومعه طبول تقرع وزغاريد ترفع، ورقصات هنا وهناك ونظرات من فاتهم قطار الزواج أو المقبلون عليه كل يبحث عن ظالته وكل يغني على ليلاه، وفي أعقاب ذبح العجل يمزج الدم بالاحتفال فبينما العجل يرفرف من سكرات الموت هنا، إلا و طبول تقرع بشدة جنونية هناك، وبعد هذه المرحلة الشيقة يؤخذ اللحم الى مكان آمن، ويخرج صفان من الذكور والاناث للاحتفال وتبادل الأهازيج والأشعار،
قبل الشروع في تحديد مختلف المراسيم والطقوس وكذا الأعراف المرافقة لأعراس جماعتي إقبليين وأيت مرغاد بواحة فركلة، دعونا نلقي نظرة عن أهم المميزات السوسيوثقافية التي ينفرد بها هذا المجتمع عن سواه، والتي قد تؤثر في نظرنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في اختيار الزوجات والأزواج، خصوصا عندما نكون على ذراية تامة بأن المجتمع الواحي الفركلي تعشش فيه عدة مجموعات إثنية ك"الحراطين" أيت مرغاد" أمازيغن، إكرامن، أيت باعلي أوحماد، الشرفاء، إسمخان، وكذا عدد لابأس به من عائلات تنتمي إلى آيت عطا. فما هي أهم الخاصيات التي تميز العلاقات بين المجموعات الاثنية بالواحة.
تتسم العلاقة بين هذه الجماعات الاثنية بنوع من الانطوائية والتقوقع خصوصا عندما يرتبط الأمر بمسألة الزواج، فالأعراف والتقاليد الموروثة منذ الأزمنة الماضية تجعل من الزواج المختلط أمرا صعبا، ويتعقد الأمر عندما نكون بصدد جماعتي أيت مرغاد واقبليين، فإذا كان من الممكن تصور زواج الحرطاني من مرابطية أو مرغادي من شرفاوية أو تامزيغت فإن إمكانية زواج أيت مرغاد واقبليين أمر مستبعد في ثقافة واحة فركلة، ورغم أن هناك نماذج خرقت القاعدة إلا أن العرف مارس عليهم عنفا وقهرا جعلهم يهجرون ديارهم تهربا من ضغط المجتمع القبلي المحلي.
والواقع أن هيمنة منطق الزواج من نفس الجماعة الاثنية داخل هذا السياق قد قوى من جهة أخرى من حس الانتماء الى المجموعة الاثنية وحدد لكل واحدة منها خصائص تنفرد بها عن الأخرى فيما يخص الاحتفال بهذا الطقس أو ذاك، وسنحاول في هذا البحث كشف أهم خصائص الاحتفال بالأعراس وكذا الطقوس المرافقة لهذا الاحتفال من خلال نموذجين يشهد لهما المجتمع الواحي الفركلي بالقوة والفرادة في هذا الجانب وأقصد بالضبط جماعتي إقبليين "الحراطين" وأيت مراغاد"
1) الطقوس الاحتفالية في أعراس اقبليين:
أ) تاقرفيت ظاهرة أنثروبولوجية
في عمق الثقافة الحرطانية بواحة فركلة نجد أن تاقرفيت تحتل أهمية قصوى في تحديد مسار العلاقة بين الذكر والأنثى، فإما أن العلاقة تبنى بطريقة خطية تتوج بالزواج وإما أنها قد تصبح مجرد علاقة عابرة، وتشهد الثقافة الشفوية عن أهمية الحب الذي يتم استنباته عبر تاقرفيت من خلال القول المأثور "باهبي" الذي يقول:
أييه أيدانياوا
إكجمعن سين إمران أتين أغجديم أيدانيياوا
واييه أيدانيياوا
أركرزان اللوز أمروفين أرسار تغلي تافويت زيك أيدانيياوا
التعريب:
ما أفضل أجواء إلتقاء العاشقين عندما يتقاسمان معاني العشق والحب، ويشتركان في- فعل رمزي في الثقافة الأمازيغية- كسر اللوز أي التناجي بالكلام الجميل "الغزل"، ويتمنيان لروعة الأجواء التي يقضونها معا، أن يطول النهار، لأن غروب الشمس يعني انتهاء المدة المسموح بها من ثقافة المجتمع المحلي لتاقرفيت.
إن تاقرفيت ظاهرة فريدة تمتاز بها جماعتي اقبليين وأيت مرغاد بخاصة، وهي مرحلة مهمة في حياة كل شاب وشابة إذ تقوم بنوع من الاعداد النفسي قبل دخول قفص الزوجية، فتاقرفيت تتيح للشاب التعرف على محبوبته بصورة أفضل ، كما تتيح للفتاة معرفة محبوبها أكثر، ما يتيح لهما استنبات الحب الذي يعتبر القاعدة الأساسية للزواج عند أيت مرغاد وأقبليين على حد سواء. غير أن لتاقرفيت ضوابط لابد من ذكرها في هذا الصدد؛ فالمجتمع الواحي تؤطره تعاليم الدين الاسلامي وبالتالي نجد هذا المجتمع يجرم كل السلوكيات الخارجة عن نطاق "الشرع" وإن كانت تاقرفيت حاضرة في هذا المجتمع فلأن لها ضوابط تحددها بشروط؛ فغروب الشمس، والتجول على مسافة بعيدة من القصور يجعلنا نخرج عن نطاق تاقرفيت، وبالتالي فهذه الظاهرة إنما تقام في ساحات القصر أو في حقول النخيل قرب المارة وأي تمرد عن الشروط يعتبر خرقا للعرف والتقليد.
ويمكن لتاقرفيت أن تتم على شكل مجموعات؛ فمثلا يمكن لعدد من الشباب المقبل على الزواج ذكورا وإناثا؛ أن يتبادلوا أطراف الحديث أو أن يتجولوا معا في الحقول. والهدف من هذا كله تكوين أسر مستقرة محبة وصامدة أمام تقلبات الدهر والزمان.
فعندما يتوصل المعشوقين الى اتفاق فيما بينهما فما عليهما إلا اخبار دويهما بالأمر حيث يقومون بدورهم بإعداد العدة للخطبة.
إن تاقرفيت ظاهرة انثروبولوجية امتازت بها مجموعات إثنية دون الأخريات، وحيث أن المنطق السائد يقضي بالزواج من نفس الجماعة الاثنية، على اعتبار أن خرق هذا المبدأ تمرد وزيغان عن أهداف القبيلة وتوجهاتها فإن الثقة كبيرة بين أبناء نفس القبيلة خصوصا عندما يكون طرفي العلاقة من نفس القرية، حيث تنتظم القرية كنسق متناغم ومعروف، وهكذا يمارس الضمير الجمعي رقابة مفروضة يشكل كل حركة زائغة، عن نطاق المتعارف عليه.
ب) مرحلة الخطبة:
بعد اتفاق مبدئي بين أهالي الشاب والشابة والذي عادة ما يقرن بتوجه والدة الشاب رفقة أحد من ذويها أو صديقة من صديقاتها لتخبر أهالي الفتاة برغبتها لابنها، وتتم هذه المرحلة الأولية بنوع من الهدوء والسرية خوفا من عيون الشر والنفوس اللوامة بالسوء، وإذا كان الاتفاق المبدئي قد خرج بنتيجة ايجابية فإن أهالي الفتى والفتاة عادة ما يتفقون على اليوم الذي ستقام فيه الخطبة "توترا"، وفي هذه المرحلة يحمل أهالي الشاب ما يسمى ب"تازكاوت" وهي عبارة عن جملة من الهدايا كالسكر والقمح والتمر، والملابس وأشكال مختلفة من الأحدية والاكسيسوارات وأشياء أخرى من هذا القبيل تحمل إلى الفتاة على شكل موكب أنيق؛ حيث يلبس الجميع أفضل الملابس ويتعطرون بأفضل العطور وعندما يصلون الى المنزل المستهدف، يقيمون نوعا من الأحيدوس الخفيف الضريف، وتلعب الزغرودة دور الاعلام المخبر، إذ عادة ما تتقدم امرأة كبيرة في العمر لتزغرد معلنة عن بداية احتفال اندماج عائلتين.
وفي هذه المرحلة قد يحضر "لعدول" مباشرة لترسيم وتقنين الخطبة، وقد يتم ذلك بعد الاحتال بأيام قليلة، وتعتبر هذه المرحلة " الخطوبة " مهمة بالنسبة للشريكين إذ يتم فيها زيادة تعارفهما أكثر ويتم الاتفاق على كل تفاصيل حياتهما حتى أنه ما أن تصل مرحلة الاحتفال بزفافهما حتى تجدهما قد حققا معرفة تامة، وتناغما قويا فيما بينهما، ما يوطد الأواصر بصورة أفضل بين طرفي العلاقة هذا في حالة ما إذا كان الخطيب حاضرا في الواحة، أما إن اضطرته ظروف العمل للابتعاد عن خطيبته لانهماكه في جمع أموال الاحتفال فقد يفي الهاتف المحمول اليوم بالغرض، وقديما لم تكن هذه التقنية متاحة فتتولى تاقرفيت الأمر.
أما فيما يخص عائلتي الطرفين في هذه المرحلة بالذات فينهمكون بدورهم للاعداد للعرس، فيقتنون شيئا فشيئا كل الضروريات المادية بما في ذلك عجلا أو عجلة حيث يتم تسمينها لأسابيع أو شهور لعلها تفي بالغرض وتمسح ماء وجه العائلة، وكلما دنا اليوم الموعود لاقامة الاحتفال إلا ويزداد الاستعداد أشده من لدن العائلتين، فهناك من يهتم بارسال الطلب الى المدعويين شفهيا، وهناك من يهتم بجمع الطبول والمزامير، وهناك من يهتم بتنظيم المكان لاقامة الاحتفال وما أن يصل اليوم الموعود حتى يكون الفضاء جاهزا لاقامة الإحتفال بالعرس.
ج) طقوس الاحتفال وإقامة العرس:
يبدأ العرس هنا (أي في دار الفتاة المخطوبة ) وهناك ( في دار الخطيب) باحتفالات ساخنة تبدأ باحضار العجل السمين من الحضيرة الى مكان مختار بعناية فائقة لاقامة الاحتفال الكبير، يجر العجل ومعه طبول تقرع وزغاريد ترفع، ورقصات هنا وهناك ونظرات من فاتهم قطار الزواج أو المقبلون عليه كل يبحث عن ظالته وكل يغني على ليلاه، وفي أعقاب ذبح العجل يمزج الدم بالاحتفال فبينما العجل يرفرف من سكرات الموت هنا، إلا و طبول تقرع بشدة جنونية هناك، وبعد هذه المرحلة الشيقة يؤخذ اللحم الى مكان آمن، ويخرج صفان من الذكور والاناث للاحتفال وتبادل الأهازيج والأشعار،
تعليقات
إرسال تعليق