إذا كان الهدف من الكتابة هو النعبير عن الوجدان الفردي والجماعي في نفس الآن، فإن النص والخطاب يتجسد ككائن حي يعكس شخصية صاحبه؛ فقد تكون الكلمات التي يستخدمها الكاتب بسيطة واضحة فتفهم معها بساطة شخصه وحبه الوضوح وعدم التكلف في الصناعة، وقد تكون كلمات خطابه غاية في التعقيد والتكلف فتعكس تعقد الكاتب وحبه للغموض، وقد يكون تعقد النص رغبة من الكاتب نفسه لجعل ما يخطه في أحلى شكل وأفضل صورة، وهنا نتحدث أيضا عن الشخصية الشكلية المتفننة في الترف والبذخ في صناعة الكلمات وبناء الخطاب، (بورجوازية المفهوم ) وهذا الإنزياح الرهيب إلى الشكليات قد يوازيه بالمقابل فقر في مادة وجوهر مادة الخطاب،وهذه هي الطامة الكبرى، وأحيل القارئ إلى مرحلة الإنحطاط في الشعر العربي حينما انسيق وراء الشكليات وتم تغييب المضامين.
يقول الشاعر:
يقول الشاعر:
ربابة ربة البيت ______تصب الخل في الزيت
لها تسع دجاجات ____ وديك حسن الصوت
مثل هذا الكلام كان شائعا عصر الإنحطاط الأدبي الذي وازى تدهورنا الحضاري، ولم يكن الأدب حينئذ إلا أدبا في حدود مطوقة بهاجس الشكليات التي لم تواكب المستجد الإجتماعي والثقافي وتغير واقع الحال.
إن الخطاب مطالب بتبني الوضوح في الوقت الحالي، لأن الوضع المعيش يفرض ذلك، وحيث أن هناك مستوى فكريا منحطا فإن وضوح الخطاب أمر يفرض نفسه بالقوة لا بالإختيار,
وإذا كانت بورجوازية المفاهيم والتفنن فيها مطلبا مشروعا للضروريات الجمالية والفنية التي يقتضيها الخطاب الأدبي التعبيري، فإن الاهتمام المبالغ فيه بالشكليات قد يؤدي إلى إغفال الجوهريات والمضامين, علما أنها أساس كل متن وخطاب، وحينما ندرس سياقنا العام ونجد انه منكسر الشوكة، بطيئ الايقاع في سرداب التطور والرفاه، منهزم على كافة الأصعدة والمجالات والقطاعات، فإننا مطالبون بالاقرار بان أزمتنا خانقة وتحتاج إلى البديل، وذلك لتجاوز عطب السنين وعطب الكتابة عن هذا العطب العضال,
، إن لكتابة في مجتمعنا في نظري لم تفني دهرها في البحث عن سبب التأخر بما فيه الكفاية، فالكتاب إما أنهم ينساقون وراء الجمالية المتشدقة بالسجعيات والاستعارات والكنايات البئيسة ، وإما أنهم ينساقون إلى الأمور والقضايا التافهة المبهمة، التي لا يرتضيها سياقنا الاجتماعي المنكسر ، فما أحوجنا إذا إلى كتابة تعنى بالحفر في العطب لا إلى كتابات تخفيه فتتنكب عنه.
وإذا كانت بورجوازية المفاهيم والتفنن فيها مطلبا مشروعا للضروريات الجمالية والفنية التي يقتضيها الخطاب الأدبي التعبيري، فإن الاهتمام المبالغ فيه بالشكليات قد يؤدي إلى إغفال الجوهريات والمضامين, علما أنها أساس كل متن وخطاب، وحينما ندرس سياقنا العام ونجد انه منكسر الشوكة، بطيئ الايقاع في سرداب التطور والرفاه، منهزم على كافة الأصعدة والمجالات والقطاعات، فإننا مطالبون بالاقرار بان أزمتنا خانقة وتحتاج إلى البديل، وذلك لتجاوز عطب السنين وعطب الكتابة عن هذا العطب العضال,
، إن لكتابة في مجتمعنا في نظري لم تفني دهرها في البحث عن سبب التأخر بما فيه الكفاية، فالكتاب إما أنهم ينساقون وراء الجمالية المتشدقة بالسجعيات والاستعارات والكنايات البئيسة ، وإما أنهم ينساقون إلى الأمور والقضايا التافهة المبهمة، التي لا يرتضيها سياقنا الاجتماعي المنكسر ، فما أحوجنا إذا إلى كتابة تعنى بالحفر في العطب لا إلى كتابات تخفيه فتتنكب عنه.
تعليقات
إرسال تعليق