يجب أن ندفع بالتفكير قليلا إلى مداه الأقصى، وأن نهتم بأمور الدولة والحضارة والثقافة، وكل ما يرتبط بها من مظاهر، خصوصا المبتدلة منها والمسفة، فالتركيز على هذه المظاهر الديجورية قد يكون وسيلة انجع لكشف العيوب وتشخيص الأمراض التي يعج بها مجتمعنا، وما ينتج عنه من تأخر حضاري، دقنا مرارته ولا نزال قابعين في جحره القاسي...
يجب أن ننصب بتفكيرنا على القضايا الجوهرية الكبيرة في الحياة ما دام أمدها قصيرا ، وأن ننسلخ عن الفلسفة الذاتية التي تردينا عادة أسرى الأفكار المحنطة بقناع الحس المشترك وأحكام القيمة، فالخروج من قوقعة العلاقات البيذاتية إلى العلاقات الكونية المعقدة أساس ما يميز العقل الكبير عن العقول الصغيرة الضيقة- المتشنجة والحالكة، ولنا أن نقارن أنفسنا مثلا بكبريات حضارات اليوم، فإذا كنا أسرى عقدة بعض الأشخاص، فنكرس حياتنا للانتقام منهم بطرق شتى، فإن الحضارات الأخرى انسلخت عن هذا الهم، فاضحت أمور الحياة على الأرض وغزو الفضاء حجر الأساس في فكرها الجمعي...، وحينما ننتقل من تفكيرنا من الأمور البسيطة الى الأمور الكونية الكبيرة؛ حينها سنحلم ببناء مجتمع ينافس أفراده الحضارات الكبرى ويتحررون من منافسات بينية متخلفة...
تعليقات
إرسال تعليق