لعل المتتبع لصدى المجتمع المغربي ليكشف أنه ينقسم أمام ظاهرة الراب إلى فريقين ؛ فريق يرى بعين ناقدة رافضة هذه الظاهرة الدخيلة الغريبة ، و فريق آخر يتراوح بين مرحب – متوجس حذر ، وبين متقبل لهذا النمط الثقافي الغريب . وتكشف هذه النظرة المزدوجة عن وجه من أوجه الصراع المحتدمة؛ بين دعاة الانفتاح على الثقافات العالمية و تقبل الآخر ، و بين دعاة العودة إلى الأصول و الحذر من ثقافة الآخر . ومهما يكن من أمر، فان ظاهرة الراب كظاهرة اجتماعية، لقيت صدى واسعا في ثقافة المجتمع المغربي و بخاصة في صفوف فئته الشبابية . وقبل الغوص أكثر في تفاصيل الظاهرة من الضروري جدا أن نطرح الإشكال التالي : ما هو الراب ؟ كيف ظهر بالمغرب ؟ كيف تقبله المجتمع المغربي ليحقق هذه الظفرة و الصدى الكبير في صفوف شبيبته ؟ ما هي بعض مميزات الراب المغربي ؟. وما هي طبيعة المواضيع التي يعالجها أو يطرحها ، و كيف يعبر عنها ؟ كيف استقبلت الدولة المغربية هذا النوع الفني التعبيري الجديد ؟ ثم أخيرا و ليس آخرا كيف هو واقع الراب المغربي اليوم و ما آفاقه المستقبلية ؟ بادئ ذي بد...