التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أهمية الأسرة في المجتمع وأبرز أنماطها


يتعلم الطفل عن طريق الأسرة نماذج السلوك المختلفة في المجتمع، وتدربه على طرق التفكير السائدة فيه، وتقوم بغرس المعتقدات والقيم والأساليب المقبولة، وعلى ذلك فالجو الأسري الذي يتربى فيه الطفل يؤثر في نموه وفي سلوكه ، وبذلك  يتحقق ما يسمى بالضبط السلوكي©، و بالتالي فالجو الأسري الذي يتربى فيه الطفل يؤثر في نموه و في سلوكه.هذا من جهة.0
     المجتمع والطفل، حيث يتم في أحضانها تشكيل وبناء شخصية هذا الأخير.. وعليه فان الأسرة هي المكان الأول الذي تجري فيه تعلمات متعددة، وتقام داخله شبكة من العلاقات الأولية البين شخصية.

من جهة أخرى: فان أول مظاهر التنشئة التي يتلقاها الطفل هي التي تعرف بالتنشئة الأسرية، وهي في الأساس، أصل التنشئة الاجتماعية، بحكم كونها أول مؤسسة تربوية يتلقى فيها الإنسان أول دروسه السلوكية، خاصة في المراحل الأولى من عمره، إنها الفضاء الاجتماعي الأول الذي يحتك الطفل بكل مكوناته خاصة الأبوين و الإخوة ونمط التربية السائد فيها، والذي قد يتراوح بين الشدة و اللين والاعتدال؛ وهنا تجدر الإشارة إلى الاختلافات المتبعة حسب طبيعة كل أسرة، في نهجها لأسلوب التربية الذي تختاره وذلك وفقا لجغرافيتها و ثقافتها و مستواها المعرفي و العلمي وتوجهها ( عبد الرحمان علمي ادريسي ص46 المرجع السابق).
 أنماط الأسرة
يمن القول بأن الأسرة تتخذ الأنماط التالية :
v الأسرة النووية أو البسيطة: وهي التي تتكون من الأب والأم و أبنائهما، و على هذا الأساس فهي أسرة تتكون من جيلين فقط؛ هما جيل الآباء و جيل الأبناء، ويعتبر الزوج والزوجة العامل الأكثر أهمية فيها.
v الأسرة المركبة: وهي الأسرة التي تتكون من ثلاثة أجيال أو أكثر؛ أي أنها تشمل جيل الآباء و جيل الأجداد، و جيل الآباء و جيل الأبناء. فالأسرة المركبة قد تتكون من جد أو أكثر، وأبنائهم غير المتزوجين، إضافة إلى الأبناء المتزوجين وزوجاتهم وأبنائهم. وتعتبر عادة علاقات النسب هي الأصل في الأسر المركبة، في حين أن العلاقات الزواجية ذات أهمية ثانوية. وعلى هذا الأساس فهي تركز على علاقات الأخوة والأصول و الفروع، وهذا النوع كان سائدا في العديد من المجتمعات العربية حتى عهد قريب، خصوصا في المناطق الريفية ولايزال حاضرا كما سأبين ذلك لاحقا في واحة افركلة( المجتمع المدروس) .
v الأسر المشتركة: وهي الوحدة الاجتماعية التي تتكون من الأب و الأم و الأولاد من زوجة سابقة، أو لأولاد من زوج سابق.
v الأسرة الممتدة: وهي مجموعة من الأسر النووية، يسكنون في مكان  متجاور ويكونون وحدة متلازمة ومستمرة عن طريق التعاون وتبادل الخدمات.


© ربيع طاحوس القحطاني، أنماط التنشئة الأسرية للأحداث المتعاطين للمخدرات ص 24
د.سهير أحمد سعيد معوض، " علم الاجتماع الأسري، عن سلسلة مناهج دبلوم الارشاد الأرسي، 2009

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل