التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أهمية التنشئة الاجتماعية


الجهل و قلة الوعي و ضعف الإحساس بالمسؤولية، منتشر في كل مكان داخل مجتمعاتنا الفاضلة ؛ بسبب تهميش المواطنين من جهة، كما هو حال كثير من بلادنا المسلمة و العربية ، أو بسب انعدام الجدية الحقيقية في التعامل مع مخططات التنموية وتشييد الأوراش الكبرى؛ ومن بينها إصلاح التعليم و إدماج الشباب في التنمية المستديمة ؛ كما هو حال مغربنا الفاضل، من جهة ثانية ..ليس هذا هو المهم الآن ؛ فانتشار الأمية و الجهل و اللاوعي، و ضعف تحمل المسؤوليات بين فئات عريضة من شعبنا الفاضل مدعاة للقلق و الاكتئاب و التحسر و الألم....ومرد ذلك كما قلت الى ضعف التعامل مع الأمور بجدية حقيقية؛ تروم فعليا إحداث تغيير جدري في البنية الاجتماعية التقليدية... لتحل محلها بنية اجتماعية حديثة، تواكب العصر و التطور الحاصل في عالم العولمة و مجتمع المادة..، مع الحفاظ طبعاعلى خصوصياتنا التي تميزنا عن المجتمعات الفاسدة؛ أخلاقيا و سياسيا و اجتماعيا ...الخ




من اجل أن تحقيق مطالبنا النبيلة و المشروعة في عملية التنمية: لا بد من أخد السياسة الملكية النبيلة التي تروم الإصلاح و التغير و التنمية و تروم الحفاظ على الأصالة المغربية والمعاصرة و الانفتاح على مجتمعات القرن الواحد و العشرين ، محمل العمل و الجدية ...فتحت شعار **** يدا في يد من أجل مغرب الغد .. من أجل أمة المستقبل **** لا بد من العمل أولا على دحر الجهل و الأمية .. ..و ثانيا لا بد من ايلاء أهمية بالغة لأطفالنا الذين يشكلون مستقبل قوة واشراق هذه الأمة الإسلامية ..فتنشئتهم الاجتماعية هي من ستحدد نمط تفكيرهم و تكوينهم و تطلعاتهم و توجهاتهم في نهاية هذه العملية.. ..فإذا كانت تنشئتهم الاجتماعية جيدة؛ فانهم من دون أدنى ريب سيشكلون دعامة عتيدة لبنيان هذه الأمة المحمدية ... و إذا كانت تنشئتهم الاجتماعية سيئة فإنهم سيتحولون الى عالة و عائق أمام التنمية الفعلية ... و سيميلون إلى الثقافة البرجماتية المتوحشة و الأنانية .. و إلى الانحراف و الفساد المالي و الأخلاقي كما هو حال كثير من رؤساء الدول العربية و الاسلامية...



فاذا كانت البدايات أساسية في كل بناء، و في كل مشروع و تنمية ..فلا بد من اجل تحقيق ما نصبوا اليه جميعا من ايلاء أهمية بالغة لأطفالنا الذين يشكلون مشروعا لم يكتمل بعد في عملية التطور والاحساس بمزيد من الحرية...فأطفال اليوم هم رجال الغد ..و كما تعرفون فعلى الرجل أن يتسم بصفات خلقية و قائديه حقيقية؛ تعفيه من الاهانة كلما وقعت ثورة تنموية ... أن يتسم بصفات شبيهة نوعا ما بتلك التي اتسم بها الأولون الذي أدهشوا العالم في تحقيق رفاه و ازدهار مذهل و في و قت و جيز ابان العصور الاسلامية الراسخة الرائعة ، التي كان التكافل الاجتماعي و التعاون و دحر الأمية و الفقر... هي سمتها الرئيسية..
ما لم يستطع ان يفهمه الغرب هو كيف حقق المسلمون ذلكم التطور المذهل و الرفاه السياسي و الاقتصادي و في و قت و جيز ... ذلكم هو السؤال المركزي الذي قاد وهيج إيمان أولوا الألباب، و مفكروا الأنوار؛ بضرورة التغيير وإحداث ثورة الحرية ؟؟؟؟؟؟ علما أن جواب ذلكم السؤال المحير كان يكمن في وجود قائد ناجح تلقى تربية أخلاقية حقيقية ناجحة...من هنا اهمية التنشئة الاجتماعية ...و أهمية تربية الطفل تربية بسيكوسوسيولوجية ناجعة.. تجعل منه مواطنا أو قائدا صالحا للكفاح مهيئا للنجاح داخل المدينة الفاضلة ..




ترقبوا في هذه السلسة بحول الله أيها الاخوة سلسلة من المواضيع ذات الصلة الوثيقة.. بعملية التطبيع الاجتماعي و التنشئة الاجتماعية و ذلك من وجهة نظر سوسيولوجية و بسيكولوجية و دينية ..
فيدا في يد من اجل اغناء هذه المواضيع التنموية ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل