التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المجد للفاعلين لا الحالمين



لقد أضعنا الليالي الملاح وتهنا في السراب، وخلنا الحياة لعبة يسهل إحكام المسك بها وتوهمنا العالم كله في قبضتنا الحديدية، وما أن بزغت شمس الحقيقية وكشفت النقاب عن الظلام الدامس الذي غطى عيوننا لحقب وسنين، حتى أدركنا أن العالم غول فتاك يستحيل مسكه، ادركنا أن قبضتنا ناعمة كالحرير لا يمكنها أن تعدي ذبابة تافهة، أدركنا أن القوة التي تتدلى هي نتيجة لجهل يتخفى، لكن الزمن وحده يجعلها تتجلى، لتصيبنا في الصميم إصابة تجعلنا نبتعد عن السرداب وننأى.


لا شيء يبقى على حاله؛ لا الوضع ولا الأفكار. لا الزمان ولا المسار، فكل شيء يتغير من حولنا تغيرا مفاجئا، يغدو معه الحلم صناعة قد تتلف وتتعفن، فتصبح بذلك مجرد ذكرى للحالمين الذين كرسوا كل طاقاتهم في الماضي لتشييد عمران الأحلام على أوراق ذابلة.

إن أكبر متاهة قد يمضي فيها المرء هو جهله بالمنتظرات والخبايا، فهي السر الكامن فيما يمكن أن يصادفه المرء في طريقه؛ فإن كان قويا بما يكفي لن تمنعه العراقيل من إتمام المسير، وإن كان الضعف يعتمل فيه فسيسقط كالبريق وينأى عن الطريق، وسيتحطم كما تتحطم العصا اليابس في يدي المصارع القوي العابس، تماما كما تحطمت شوكة عدد كبير من الحالمين قبله وبعده سيتحطم الكيرون...
إن كنت ضعيفا .. فتنحى جانبا لمن هو أقوى فلا مكان للضعفاء أبدا ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل