سمير الساعدي saidi.samir89@gmail.com مهما حاولت جاهدا تناسي ذكريات قوة الصوت والصورة، تجد أمامك قوة رجعية مؤثرة، تمارس دورها في التذكير بلحظات الأماني والوعود، فيوضع كبرياء شخصك في وضع محرج للغاية، فلا هو قادر على الاعتراف بصعوبة المهمة، ولا هو متأكد من قدرته على المجابهة، وهكذا يصبح شخصك بين قوتين متناقضتين، قوة وعود الماضي التليد، وقوة تحديات المستقبل الجديد. عندما تحدث معي صديقي "مصطفى" عبر الهاتف بلطف، أيقنت أن حياتي أكثر ارتباطا أكثر من أي وقت مضى بتلك "الجرّة"، وبأن أي محاولة للتراجع ستكون بمثابة جريمة في حق النقاشات الساخنة التي دارت بيننا حول مكر التاريخ ووضع مهمشي الواحة، كان تحقيق نشيد الحرية والانعتاق حلما جميلا، بيد أن هذا العالم المثالي الساحر سرعان من يصطدم بحقيقة الواقع وبحلم تلك العينة المؤثرة التي تنتظر عودتي، أقصد أولئك الذين يرفعون كثيرا الأكف إلى الباري عز وجل، ليلا ونهارا، سرا وجهارا، من أجل عودتي إلى البقاع الواحية ومعي الأمانة؛ أمانة الوعود التي قطعتها عليهم بأن حامل الجرة سيكون سفيرا حقيقيا ولن يعود إلا بعد تحقيق الانجاز وك...