من حين لحين يحضر الألم من نافذة التأمل أو من باب الأحداث المفجعة، على شكل وخزات لعينة، تثير فينا الاحساس بالضجر، وتفسد علينا لذة الأوهام.. سرعان ما تنجلي غمامة الابتسامة كلما بادرنا بالتأمل العميق في الوضع العلائقي المحيط بنا، فنكتشف بأن الجوهر عكس ما يتجلى، وغمامة الحزن سرعان ما تتدلى، كاشفة تجاعيد حجبتها أشعة الحقيقة التي عادة ما تصدمنا غير مبالية بآمالنا وأشواقنا وتطلعاتنا المستقبلية.. إنه الموت يا سادة.. ضيف ثقيل لا نحبه، بيد أنه من حين لحين يهدد سعادتنا ويتربص بأحبائنا ويغتال آمالنا وتطلعاتنا .. عادة ما ننساق وراء لذة الحياة وكلنا أمل في تحقيق نشيد التحرر من سلطة الفقر والأنين والقهر، لعلنا بذلك نهدي الابتسامة لأولئك الأشخاص الذين علقوا علينا آمالهم وعيونهم دامعة من شدة شغفهم لرؤيتنا في القمة؛ ولا ندرك ان الموت يحوم حول من نحب، سرعان ما يغتالهم في لحظات نحن في أمس الحاجة لسندهم، فتهب النكباء بلا استئذان لتخطف الأرواح العزيزة وتخلف شؤبوبا من الحزن الدفين يغلي في أفئدتنا العليلة ، المتلاشية -المنهارة ... رحم الله أحبابنا الذين فقدناهم على حين غرة، وتعازينا لص...