التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاتجاهات الكلاسيكية في علم الاجتماع


سنميز بين الاتجاهات الثلاثة التالية التي تشكل حجر الأساس لكل طالب في مجال علم الاجتماع :  
ü  الاتجاه الوضعي : مع أوجست كونت وإميل دوركايم
ü  الاتجاه الجدلي : كارل ماركس
ü  الاتجاه الفينومنولوجي: ماكس فيبر

أ‌)   الاتجاه الوضعي 
1) أوجست كونت
v حياته :
 ولد بمونبليي من والدين كاثوليكيين ، عاصر الكثير من الأزمات بفرنسا وقد أثر هذا في فكره وفي تصوراته للعلم الجديد – علم الاجتماع...

موضوع علمه الجديد  

 كرس أوجست كونت جهدا جهيدا للدعوة لعلمه الجديد أكثر من اهتمامه بتحديد موضوعه ، لكنه رغم ذلك فقد قسم دراسة علم الاجتماع الى قسمين :
الديناميك الاجتماعي : ويختص بدراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الآلي للمجتمعات والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الانسانية في تطورها؛ أي أنه يدرس المجتمع في تطوره وانتقاله من حال الى حال .
الستاتيك الاجتماعي : ويختص بدراسة المجتمعات في حالة استقرارها في فترة من تاريخها .

منهجه :

 الملاحظة و التجربة ثم التحليل التاريخي المنطلق من دراسة الأفكار وتحليلها كمقدمة أساسية لفهم التطور التاريخي.

وظيفة علمه :

 الحفاظ على النظام باعتباره وسيلة لتحقيق التقدم * انك تدرس لكي تضبط * اذا فعلم الاجتماع الكونتي جاء لاصلاح المجتمع الذي هزته الفلسفات  النقدية و التحركات الثورية و يبدو ذلك واضحا من خلال  positivisme أي الوقوف ايجابا مع النظام القائم .

2) اميل دوركايم

                          حياته :

ولد في ابينال وتأثر بفلسفة الأنوار ، قضى سنوات التنشئة الاجتماعية الأولى في مجتمع يهودي محافظ بسيط ثم انتقل للعيش في المجتمع المعقد في باريس ويحيل للفرد بأن  تصوره للمجتمع لم يخرج عن هذين النمطين : مجتمع  الطفولة البسيط ومجتمع العاصمة المعقد وهذا ما تجلى في تصوراته لمجتمع التضامن الآلي –المتخلف – ومجتمع التضامن العضوي – العقلاني.

موضوع علم الاجتماع :

الظاهرة الاجتماعية : التي حدد لها مجموعة من الخصائص التي يفيد التركيز فيها في معرفة موقفه من المسألة المجتمعية ، فالظاهرة الاجتماعية :
·  تلقائية : بمعنى أن الفرد ليس بصانعها لأنها موجودة قبل أن يتواجد الأفراد * حينما نولد نجد مجتمعا قد وجد آنفا *.
·  جبرية : فليس الفرد حرا في إتباع النظام الاجتماعي أو الخروج عليه لأن المجتمع قد وضع الجزاء لكل من ينحرف بسلوكه عما اقتضته طبيعة الحياة الاجتماعية ونظم المجتمع الذي ينتمي إليه .
·      عامة / بمعنى أنها لا توجد في مكان دون آخر
·  خارجية : بمعنى أنها لها خواص  سابقة على الأفراد ومستقلة عنهم بحيث يمكن ملاحظتها منفصلة عن الحياة الفردية بما يمكن من دراستها دراسة موضوعية .


منهجه:

 المنهج التفسيري، تفسير الاجتماعي بما هو اجتماعي وليس بما هو حيوي أو نفسي، فأي شيء في المجتمع يفسر بكل شيء في المجتمع.


وظيفة علمه :

 الكشف عن القوانين التي تحكم الظاهرات الاجتماعية وذلك لهدف مجتمعي وهو علاج المشكلات الاجتماعية حتى تصل بالمجتمع إلى التضامن الاجتماعي المنشود وتقسيم العمل الوظيفي الفعال * يقول دوركايم : لا يستحق علم الاجتماع لحظة عناء واحدة أن لم تكن له فوائد علمية .*

الاتجاه الجدلي  - كارل ماركس


حياته :

 ولد في مدينة تريير غرب ألمانيا ، كان والده محاميا ارتبط بعصر الأنوار وقد كان لوالده تأثير واضح على شخصيته إذ نشأ على الحرية وحب المعرفة – لأن والده من المتأثرين بفلسفة كانط وفولتير ...
كان ماركس متفوقا في الدراسة ، وكانت حياته غير مستقرة إذ يسافر كثيرا وهذا ما وسع من دائرة ملاحظاته .
تأثر ماركس بالثورة الصناعية في انجلترا ومنظريها ، وبالثورة السياسية بفرنسا ومنظريها ، وبالثورة الثقافية بألمانيا ومفكريها وهذا التأثر جعله يخرج بحصاد فكري هائل .


موضوع علم الاجتماع :

 رفض ماركس تسمية علم الاجتماع بهذا الاسم وذلك لارتباط ذلك بالفلسفة الوضعية التي روج لها كونت ، والتي تسم علم الاجتماع  بسمة التبرير لا التغيير العلمي وبالمحافظة  لا النقد العلمي والاجتماعي ، لهذا فضل تسمية العلم باسم * علم المجتمع * وموضوعه يتحدد في العلاقات الاجتماعية الأساسية الموضوعية ويأتي في مقدمتها * العلاقات الإنتاجية *.


وظيفة علمه:

لعلم الاجتماع أو علم المجتمع الماركسي وظيفتين: علمية و مجتمعية.
·  الوظيفة العلمية تسعى للكشف عن القوانين النوعية للتطور الاجتماعي ، وذلك لتوفير أرضية علمية للتنبؤ بالمسار الاجتماعي الذي يفيد في إعادة النظر فيما هو قائم ، وما يمكن أن يؤول إليه لو ترك على تلقائيته ، وما يقتضيه الأمر من تخطيط وتدخل لتجاوز تناقضاته وسوءاته.
·  الوظيفة المجتمعية : تغيير المجتمع الطبقي ؛ يقول كارل ماركس * لقد درس الناس العالم على أنحاء عدة غير أن المهم في الأمر هو تغييره*


منهجه:

 تقوم الدعائم المنهجية للبحث السوسيولوجي الماركسي على المنهجين الجدلي و التاريخي .
المنهج الجدلي : التمييز في الحياة الاجتماعية بين الموضوعي و الذاتي ، والعام و الخاص ، والاجتماعي و غير الاجتماعي .
المنهج التاريخي : الكشف عن القوانين العامة : النوعية للتطور الاجتماعي .

الاتجاه الفينومنولوجي  - ماكس فيبر

   
                 حياته :

ولد في ابريل 1864 في ايفيرت بألمانيا من أسرة بروتستانتية ، وكانت أسرته بورجوازية موضعا وتوجها ، اهتم بتوضيح دور وفضل البروتستانتية في صعود الرأسمالية.
كانت ظروفه المجتمعية هادئة نوعا ما حيث بدأت ألمانيا طريقها كي تكون مجتمعا رأسماليا صناعيا ، وكانت مرحلة التكنولوجية و الهيمنة الأوروبية على العالم الثالث.


               موضوع علم الاجتماع :

 الفعل الاجتماعي  ؛ فعلم الاجتماع في نظره هو علم يكرس جهوده للوصول إلى فهم تفسيري للفعل الاجتماعي أسبابه ومصاحباته، أما الفعل فيعرفه بوصفه نتاجا للمعنى الذاتي الذي يخلعه الأفراد على سلوكهم سواء كان هذا المعنى واضحا أو كامنا، ويعد الفعل اجتماعيا بالقدر الذي يضع فيه الفاعل سلوك الآخرين في حسبانه توجها وتصرفا.
اقترح فيبر أربع نماذج مثالية باعتبارها موضوعا لعلم الاجتماع:
·      نموذج الفعل العقلاني بالغاية : عقلانيته  تكمن في غايته نموذج مهندس الجسر ..
·      الفعل العقلاني بالقيمة : عقلانيته تكمن في قيمته الأخلاقية ، ربان السفينة نموذجا...
·  الفعل العاطفي : وهو ضد العقلاني وهو الفعل الذي تحركه العاطفة و الانفعال ، نموذج لاعب كرة القدم.
·      الفعل التقليدي : الفعل الذي نقدم عليه لأننا نرى أنه الفعل الذي ينبغي القيام به .


      منهجه :

 النموذج المثالي : وهو أداة منهجية عند ماكس فيبر ، هو بناء عقلي نظري وهو بذلك ليس فرضية بل إطارا يسمح ببناء وتطوير الفرضيات ، وليس وصفا أو  استنساخا للواقع بل محاولة للاقتراب من هذا الواقع وفهمه و أيضا ليس مفهوما بل إطارا لبلورة المفاهيم ، انه ليس نظرية .

أهم المراجع المعتمدة في هذا الصدد:
    
* اتجاهات نظرية في علم الاجتماع ، لعبد الباسط عبد المعطي
*    دراسة في علم الاجتماع ، لجاسم السعيدي
* و استلهمت كذلك بعض الأفكار من محاضرات الدكتور محمد جحاح ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشعر الأمازيغي "باهبي ونماذج من أشعار أيت مرغاد"

  يعتبر الشعر أو "تامديازت" الشكل الأكثر تعبيرا عن حياة الإنسان الأمازيغي وفلسفته في الحياة، الشيء الذي يكشف عن غنى هذا الشكل الأدبي شكلا وعلى مستوى المضمون أيضا، فقد عني الإمديازن أو الشعراء الأمازيغ عناية فائقة بتقديم قصائدهم بقالب جميل الشكل غزير المضمون، وقام التنافس على أشده ولم يقعد بين كبار الشعراء الأمازيغ في مختلف المناطق التي يستوطنوها، بل إن التنافس وصل حد التراشق بالكلمات المصقولة أمام الجماهير في الأعراس والاحتفالات الطقوسية وفي مختلف التجمعات القبلية الأخرى.

مواصفات المقاول الناجح

ما دمت إنسانا يمتلك العقل والإرادة فأنت قادر على النجاح، لكن، يلزمك اتباع بعض أسس التفكير المنتج والذي من شأنه قيادة مشروعك لتحقيق النجاح. في هذه المحطة سنتحدث عن أهم مواصفات المقاول الناجح، بدونها يصبح المشروع مهددا بالانهيار في أي وقت، وهذه المواصفات هي كالآتي: 1- الثقة بالنفس: بدون الثقة في الذات يصعب عليك الإستمرار في بناء أي مشروع كيفما كان، فالثقة – هنا - عنصر هام لا محيد عنه في نجاح المشروع، والثقة ليست كِبرا ولا غرورا، بل هي الواقعية والالتزام في العمل وفق خطة محكمة معدة سلفا، كما أنها إيمان قوي بقدرة الذات على قيادة سفينة المشروع إلى بر الأمان رغم التحديات والعراقيل التي ستواجهك في الطريق. 2- الرغبة والقدرة: ونعني بـ"الرغبة" هنا توفر الإرادة الجامحة لإنجاح المشروع والتحفيز الذاتي المستمر والتفكير الإيجابي لحصد النتائج وتجاهل التسويف والمماطلة والتأجيلات. وأما "القدرة" فنعني بها القدرة على التعلم وشغف البحث والإطلاع في مصادر المعرفة المتنوعة والواسعة والتي من شأنها دعم معرفتنا وإغنائها لتزيد رؤيتنا وضوحا. فالمعرفة قوة والقدرة على تحصيل

أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

النظرية البنائية الوظيفية : ويمكن القول بأنها نظرية تستمد أسسها من النظرية الجشطالتية في علم النفس و التي تدور فكرتها المحورية حول تكامل الأجزاء في كلّ واحد، بتحليل العلاقة بين الأجزاء و الكل، بمعنى أن كل عنصر في المجموعة يساهم في تطور الكل. فأصحاب هذه النظرية يرون في الأفراد و الجماعات أو أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، و بالتالي فان كل جزء من أجزاء النسق يكون وظيفيا، تماما كجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء ولكل جزء وظيفته [1] . و تشير النظرية البنائية الوظيفية؛ إلى أن كل أسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي، تتفاعل عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز هذه النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة و الوحدات الاجتماعية الكبرى، من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع . نظرية التحليل النفسي: ترى مدرسة التحليل النفسي، أن الجهاز النفسي للفرد يتكون من الهو والأنا والأنا الأعلى [2] . ويمثل الهو الجانب اللاشعوري من شخصية الفرد، وبالتالي فهو يميل إلى تحقيق غرائزه الفطرية؛ من مأكل ومشرب وجنس...الخ. ل