التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٥

سلسلة الطبع الصحراوي - سمراء الجنوب

زارني قبل أسبوعين صديق من مدينة "وجدة" فوجدني في حالة سيكولوجية نشيطة بفضل دنو آجال مجموعة من الأعراس والأفراح التي عادة ما تشعرنا طقوسها بالغبطة والنشوة، لم يكن بإمكاني أن أحضر حفل زفاف في إحدى قصور "واحة غريس" بدونه، وقد أقنعته بسهولة بضرورة مرافقتي لحضور الحفل الكبير والتعرف عن كثب على تقاليد وعادات أهل المنطقة في الاعداد والاحتفال بالأعراس، وما أن حللنا غريس حتى قوبلنا بترحاب كبير من طرف عدد من افراد المنطقة، أخذنا قسطا من الراحة وبعدها خرجنا إلى ساحة الاحتفال للمشاهدة والتتبع، وطبعا أعجب الصديق الوجدي أيما إعجاب بطقوس الزواج وتقاليدها كما أعجب أكثر على حد تعبيره بعيون الفتيات السمراوات ؟ ! لم أكن في البداية على علم بأن من بين أسباب زيارة الصديق الوجدي لمناطقنا رغبته الزواج من فتاة جنوبية الأصول (صحراوية) بالنظر لأفكاره الإيجابية التي حملها اتجاه بنات هذه المناطق من قبل بعض أصدقائه المتزوجين ، لكنه بعد أن أخبرني برغبته بالاقتران من فتاة من مناطقنا سعدت لذلك وأيقنت أن سمعة مناطقنا لا تزال بخير، فكان ذلك الاحساس سببا جعلني أقبل فكرة مساعدته على إيجاد ف

سلسلة تأملات وخواطر - الإنسان

  الإنسان  إن ما يجب معرفته أولا وقبل كل شيء هو أن الانسان متقلب ومــرّاء، لا يستقر على هيأة واحدة، فتارة يكون جامدا كجماد ثلوج المحيط، فتخاله صخرة جرانيت يمكن الوثوق في قوة صلابتها، لكن ما أن تطل شمس الحقيقة حتى تحوله إلى كتلة منصهرة وذائبة، وتارة أخرى يكون مرنا كمرونة المياه متراميا في كل اتجاه ، منسابا في كل قناة ، بيد أن تغيرات الظروف قد تحول مرونته إلى بخــار؛ فيطير معلنا تمرده لمبدأ "المرونة"..، وقد يكون الانسان علاوة عن المثالين السالفين؛ كغاز قابل للاشتعال سرعان ما تصيبه صغير الحوادث بموجه حر مرعبة فتحوّله إلى نار حارقة يجتاح بها دفء من حوله؛ الأصدقاء، الخِلان، وحتى الأطفال الصغار .   هكذا نصبح أمام كائن غامض لا يؤتمن جانبه، فتارة يكون مرنا، وتارة أخرى يكون جامدا وقد يكون في أحايين أخرى "حارقا" يجتاح بغضبه العدو والحبيب ، القريب والعبيد. كل إنسان – كيفما كان- تَشَـرّب من هذه الصفات قدحا، فالخيرون ممثلون يغلب على طبعهم تقمص أدوار الخير، والأشرار يخفون في سراياهم بعض الخير .