التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

سلسلة الحب والكبرياء - الماضي حكمة

هذا اللحن الحزين، وهذه الكلمات التعيسة، وهذه الوردة الحمراء المستوية فوق صفحات كتاب حياته، أحيت في ذاكرته من جديد تلك اللحظات الشقية، أشعلت في قلبه فتيل اللهب ومرارة الحزن والكآبة، أوقدت فيه نار الماضي من جديد، دب الحزن ودبت الكآبة وأصبحت الجرة أسيرة الماضي الخالي، أصبحت في خبر كان بعدما كانت مشرئبة بكل طاقاتها نحو مشاريع الغد؛ حتى أنها  بعدما تشربت من نهر الامل وروت من عبرات النسيان، إلا ان الماضي الجاثم بثقله، سيظل يحاسبها على كل صغيرة وكبيرة اقترفتها.. عندما تجرح القلوب وتصاب بشديد الإحباط وحينما تزرع فيها عنوة تلك الوخزات الحادة؛ يصبح البناء صعبا ويتحول الحب شيئا فشيئا إلى كراهية وحقد ذفين، سرعان ما تتجلى ملامح الانقباض ويتحول الجو الصحو إلى ظلام دامس يبعث القلق والاكتئاب، بعض الأخطاء البسيطة تغير كل شيء. ! ؟ أتذكر أن كل شيء بدأ حينها بابتسامة، وكل شيء انتهى بشك وريبة، انهار العمران في لمح البصر، سقطت الأقنعة وظهر الحق وانتصر الكبرياء في آخر المطاف، انتصرت لغة العيون عن لغة اللسان، وأبانت الأسنان البيضاء عن مكرها .انهار العمران المغشوش أخيرا وما كان له بحق أن يستمر في ال

سلسلة خواطر وتأملات - رسالة إلى الله

"لا يمكنني أبدا أن أتراجع إلى الوراء، لأنني أكره التواري والاستسلام؛ سأستمر في سردابي وسأجابه إلى النهاية.." سمير الساعدي أريد أن أبكي وأنوح. أريد أن أزيح عن قلبي هذا الجبل المثقل بالأحقاد. أريد أن أطهر نفسي من ذنوب الماضي التعيس وأحيا  ببساطة، أريد أن ابني شخصية طاهرة في مجتمع منافق غير طاهر، لا أعرف كيف ؟ ولكني مقتنع بأن هناك سردابا منيرا سيقودني نحو هذه الغاية، فقدت الكثير من الأشياء يوما،  لكنني لم أفقد أبدا كبريائي، فقدت بعض الأصحاب والخلان؛ لكنني لم أفقد أبدا اهم وأجود أصدقائي، فقدت الكتاب؛ لكنني لم أفقد أبدا القلم، فقدت الكثير من القشور ، لكن لحسن حظي أنني لم أفقد الجواهر. كل شيء سيبدأ من جديد: المشروع، الأهداف، الغايات، وبناء العمران الكبير. سأجد القلب الصادق يوما ما، وسأدعم مشروعي بالطوب الأساس، وسأستمر في البناء وسأمنع تشييد حياتي بلبنات الهشاشة؛ مصدر كل أنين وتعاسة، سأعيد ترتيب افكاري واختيار مصادري باستمرار تبعا لمتغيرات الحياة، ستقودني بصيرتي في حياتي، ولن أنتظر مخلوقا ما ليملي عليّ شيئا أو يقترح عليّ مقترحا، أفكاري لي وحدي بها سأمضي في سرداب حياتي إ

سلسلة خواطر وتأملات - حوار بين طفل ووالده

saidi.samir89@gmail.com  الطفل: سأظل يا أبتي أعاتبك، لأنك لم تفي لي بوعودك، بسببك يا أبتاه أعيش كالشريد، معنوياتي بين أصدقائي في الحضيض، شخصيتي مهترئة، حتى من أبسط شروط وظروف الحياة حرمتني، قتلتني عندما قررت أن تلدني، ليتك فكرت قبل أن تفعلها، ليتك استعملت الوسائل المتاحة لمنع خروجي لمعايشة حياة البؤس والشقاء يا أبتي. حتى ملابس العيد لم تبتعها لي، لم أحظى بحفلة عيد ميلاد حتى الآن، لم أحس بحنان الأم التي ودعتني وأنا طفل رضيع، تزوجت من الشر ولم أعش الأمان في بيتك التعيس، الذي إن أكلت فيه لا أشبع، وإن نمت فيه لا أستريح، وإن حاولت فيه  النظر إلى وجوهكم لا أرى فيها إلا التعاسة والفقر والحرمان،  قتلتني يا أبتي عندما قررت أن تلدني، ليتك ترويت فأحجمت، ليتك فكرت قبل أن تقودني إلى هذا الجحيم التعيس... الأب: لا يبني، حاول أن تفهم أن أباك ما كان لينجبك لولا إيمانه القوي بالمستقبل، فالحياة دول معلومة، ولكل إنسان على اديم الأرض حظه من السعادة وحظه من الشقاء أيضا، والحياة السعيدة يا بني ليست بالمادة تقاس، إنما بالرضا والقناعة واخذ الاعتبار  والقدرة على صناعة الرضا للذات، يجب أن تعلم يا

سلسلة خواطر وتأملات - محنة سقراط

أهي لعنة.. أم سر ما خبأه لك القدر يا سقراط ؟ أم هل في الأمر حكمة بالغة أم سوء طالع لا ينفك يثير في ذهنك زوبعة الخوف كلما دنا موعد امتحان عسير ؟ أيستوجب وضعك الايمان بالحياة أم بشرب كأس سم حتى الموت على غرار تجربة سقراط الأب ؟ أي لعنة حلت بك وأنت أكثر الناس حرصا على تحقيق بداية جديدة في سرداب الحياة، قبل أن تنسف النتائج كل أعشابك التي أردت أن تصنع بها حديقة غناء مورقة؛ ملؤها الحب والحنان وإعانة الأهل والأحباب وإسعاد المدينة الفاضلة؟ قلب منكسر، وعينان براقتان تشع من نورهما مشاعر الاحساس الكئيب، وكأنهما تنقلان إليّ نفس الاجابات المتكررة في السابق : " لقد فشلت مجددا ".. لم أكن أشك مطلقا في قدراته ومواهبه الرفيعة في تحقيق نجاح منقطع النظير في حقل التعليم،  لكن شيئا ما ما انفك يلاحقه باستمرار، حتى وقد حصّل من الشواهد الأكاديمية ما يجعله مؤهلا بما فيه الكفاية للمهنة الجديدة، لقد صدمه الواقع مرة أخرى وكانت الصدمة هذه المرة مؤلمة للغاية.  لم يكتب لمحنة سقراط أن تعلن نهايتها الدرامية في سلسلة البحث عن لقمة عيش، فعندما اقتربت منه لمواساته في مصابه، أدركت أنه تألم بحرقة على